عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
5109
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.39

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
05-31-2016, 01:57 PM
المشاركة 1
05-31-2016, 01:57 PM
المشاركة 1
افتراضي ذلك الشئ ... رواية من الخيال السحري !؟

ذلك الشيء؟؟؟!!!

... رواية من الخيال السحري !

هناك، بعيدا جدا، في مجرة أخرى من بين ملايين المجرات التي تسبح في هذا الكون الواسع منذ الانفجار الكبير، وعلى بعد 500 مليون سنة ضوئية من كوكب الأرض، كانت الحياة تدب هناك بكل همة ونشاط وعنفوان على ظهر واحد من أجمل الكواكب المسكونة في هذا الكون الفسيح الذي لا يُعرف له حدود.

كان كوكبا ساحرا...اسماه أهله كوكب "نيسان". سطحه أشبة بلوحة فنية أبدعتها ريشة فنان. سهول واسعة غنية بتربتها الخصبة ذات اللون الأحمر القاني. جبال راسية متعددة الارتفاع بعضها شاهق يناطح الساحب، تكسو قممها الثلوج ناصعة البياض على مدار ألأيام. غابات كثيفة بعض أشجارها عالية كأنها تعانق النجوم. انهار عديدة متدفقة تمتاز بشلالاتها التي تخلب الأبصار. ينابيع حارة متفجرة، وأخرى تنساب مياهً باردة عذبه رقراقة. مراعي خضراء على امتداد البصر، وأشجار مثمرة، وأزهار بألوان الطيف بل هي أجمل من ذلك بكثير.

أما ابرز ما كان يميز ذلك الكوكب الصغير فهو النهر الأزرق المتعرج الكبير، الذي كان يمتد من الشمال إلى الجنوب ويكاد يقسم الكوكب إلى نصفين متساويين، شرقي وغربي ..وهو ما سهل على أعظم ملوك كوكب نيسان تقسيم مملكته، التي هي اشبه بجزيرة في وسط بحر عظيم، إلى مملكتين يفصل بينهما ذلك النهر العظيم، عندما أحس بدون اجله.
كان ذلك منذ ألف، ألف عام أو يزيد، حينما جمع الملك العظيم حاشيته ووزراؤه، وجلس إلى يساره ابنه البكر ضرغام، وكان عندها طفلا في سن العاشرة، بينما جلس ابنه الأصغر، الامير سلام، ابن الثالثة إلى يمينه.

وعندما ظهر أن المرض قد اشتد على الملك، واقترب الأجل المحتوم، أنصت الجميع ولم يكن احد يتحدث إلا همسا، بينما تحدث الملك بصوت مرتجف اختلط بأنين مسموع، وكان صوته متقطعا غير مفهوم من شدة الألم...

كان جليا للجميع بأن الملك أراد أن يقول شيئا مهما، بل شيئا مهولا، قبل أن يلفظ آخر أنفاسه، وكأنه كان يحتفظ في أعماق صدره بسر عظيم، أراد أن ينقله لأبنائه الأمراء الذين سيحكمون الكوكب من بعده، فتعمق صمت الحضور، وأنصت الجميع بمزيد من الاهتمام و الانتباه، وتسمرت عينوهم على تقاسيم وجهه المتألم وحركة شفتيه التي أخذت تتباطأ شيئا فشيا.

كان الملك قد بدأ يقص عليهم حكاية أسطورية كان قد توارثها ملوك ذلك الكوكب عن جدهم الأول، جيلا بعد جيل...وبدا أن في الأسطورة نبؤه وتحذير من خطر داهم، مزلزل، وشديد، قادم من باطن الأرض أو ربما من السماء.

كان الملك قد بدأ يقص على الحضور حكاية ذلك الشيء الذي سيظهر يوما ما، وسيؤدي ربما إلى تدمير الكوكب وانتهاء الحياة عليه، ولكن القدر عاجله، ولفظ أنفاسه الأخيرة دون أن يكمل حديثه...

استشعر الحضور ما أراد الملك أن يقول، وتمنوا لو انه افصح في الحديث، لكنه مات ودفن سر ذلك الشيء معه، بينما ظل خطر ذلك الشيء والخشية منه ماثلين في قلوب وعقول سكان ذلك الكوكب منذ ذلك التاريخ.

في اليوم التالي نصب سكان الكوكب أبناؤه الأمراء الأيتام، الكبير ضرغام ملكا على المملكة الغربية، والصغير سلام ملكا على المملكة الشرقية.

وعملا بالعرف المعمول به هناك، تشكلت مجالس للحكم في كل مملكة، أشرفت على تعليم وتدريب الملوك الصغار، خصصت لهم أفضل المدرسيين والمدربين في كل المجالات والميادين.

ومع مرور الأيام اصبح ضرغام فارسا قويا، وقائدا كرزميا، وخطيبا مفوها، يعشق المغامرة ، ويعشق العلوم ويميل إلى الحروب.

أما أخاه الأمير سلام فقد أصبح هو أيضا قائدا فذا كرزميا، ينطق بالحكمة على صغر سنه، لكنه اظهر شغفا بالطبيعة وحب الأدب وقول الشعر، وكان تطغى عليه روح الفنان.