الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2020, 11:44 PM
المشاركة 2435
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مليون رد - كشكول منابر
انا_و_ليلى عندما يعشق الرجل.
يقول كاظم الساهر عندما قرأت كلمات ( أنا وليلى ) بقيت أبحث عن الشاعر خمس سنوات
و عندما نشرت نداء وإعلان لمعرفة مؤلف تلك القصيدة وجدت كاتب القصيدة رجل فقير مسكين
وهو أستاذ لغة عربية يدرس في إحدى المناطق النائية ببغداد فعندما جاءني جلب لي القصيدة كاملة 35 بيت شعر
و كان كل من يدعي أن هذه قصيدته
يحضر لي بيتين أو أربعة أبيات من القصيدة على الأكثر
فلما جاء حسن المرواني إلى الأستوديو وبدأت بتلحين القصيدة بدأ بالبكاء
وقال لي أنا لست شاعرا
لأنني كتبتها تعبيرا عن حالة إنسانية مررت بها أيام الدراسة الجامعية لقد أعدت لي الذكريات

القصة :

حسن المروٍآني
من العراق
من مدينة ميسان . .
كان شاباً من عائله فقيرة جداً
كان يعمل ويشقى حتى يحصل على مصاريف الدراسة
ومرت الأيام
و أصبح من الطلاب المجتهدين في جامعة بغداد كلية الآداب ..
كان إنساناً بسيطاً متساهلاً . . صاحب لسان وكلمات براقة . .
بسيط اللباس ولكن داخله كنوز وألماس
وقعت أنظاره . . على فتاة تسمى ليلى
فأحبها . . وأحبته
و اتفقا على الزواج بعد التخرج
وفي آخر السنة . . من العام الدراسي.
جاءت ليلى إلى الجامعة بصحبة خطيبها. انصدم حسن المرواني
بعدها
ترك الدراسة لفترة زمنية . ومن حسن حظه أنه لم يُلغى قيده
وفي يوم التخرج دخل حسن المرواني يرتدي لباساً أسود
والدمعة في عينية محبوسة مخنوقة بأعجوبة
المهم
سلم على الأصدقاء وجلس معهم قليلاً من الوقت
قبل ذلك بيومين قال حسن المرواني لصديقه
أشرف الكاظمي . انهُ كتب قصيدة . . لكن ليس بوسعه ان يقرأها
فقآل له أشرف . سنرى عزيزي .. من الأعز ( إما أن تقرأها أو تخسرني)
..
وبعد نصف ساعة من جلوس حسن المرواني على الطاولة مع أصدقائه .
وما هو إلا صوت يدوي ويقول : . .
ستستمعون الآن يا إخوان قصيدةً من حسن المرواني
فوقف حسن مندهشاً وكل الأنظار تلتفت إليه
أجبرته تلك الأنظار على النهوض فأمسك الميكروفون
وقال . .
سألقي لكم قصيدتي الأخيرة في هذه المسيرة
والتفت ورمق الحبيبة بنظرة حرى كلها عتاب وأرسل إليها نظرات حزن وخطيبها يقف إلى جانبها
وقال
ماتت بمحرٍاب عينيك ابتهالاتي . و استسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود . أزمنتي
ليلى وما أثمرت شيئًا نداءاتي
فبكت ليلى . وذهبت وجلست في المقعد الأخير
ودموعهآ تحرق وجنتيها
فلاحقها بنظره ونظرة سريعة الى خطيبها وقال . .
عامآن ما رفني لحن على وتر . ولا استفاقت على نور سماواتي .
أعتق الحب في قلبي و أعصرهُ . فأرشف الهمّ في مُغبَرِ كاساتي
فصاحت والحزن يأكلها: يكفي يا مرواني . أرجوك . .
ضعف مرواني وأراد أن يترك المايكرفون إلا أن صديقه أشرف
صرخ : أكمل أكمل يا مرواني ..
نزلت أول دمعة من دموع حسن المرواني وبدأت عيناه بالاحمرار . .
وقال . . ممزق أنا . .لا جاه ولا ترف .. يغريكِ فيَّ . .فخليني لآهاتي . .
لو تعصرين سنين العمرٍ أكملها .. لسال منها .. نزيف من جراحاتي ..
ثم أشار إليها بأصبع الشهادة وبكل حرارة . وقال
لو كنــت ُ ذا ترف ما كنتِ رافضة حبي . ولكن عسر الحال.. فقر الحال ضعف الحال مأساتي .
عانيت عانيت ... لا حزني أبوح بهِ ولست تدرين شيئًا عن معاناتي .
أمشي و أضحك . .ياليلى مكابرة ً . . علي أخبي عن الناس احتضاراتي .
لا الناس تعرٍف ما أمري فتعذرهُ ولا سبيل لديهم في مواساتي
يرسو بجفنيَ حرٍمان يمص دمي .. ويستبيحُ اذا شاء ابتساماتي
معذورة ليلى . . أن أجهضت لي أملي ..لا الذنب ذنبك .بل كانت حماقاتي . .
أضعت في عرب الصحرٍاء قافلتي وجئت أبحث في عينيك عن ذاتي
وجئتُ أحضآنك الخضرٍآء ممتشياً كالطفل أحملٌُ أحلامي البريئآتي
غرست كفك تجتثين أوردتي . . وتسحقين بلا رفق بلا رفق مسراتي .
فبكى أشرف وقبل حسن . وقال أكمل
فقال وآآ غربتآآه مضآع هاجرت مدني عني .. وما أبحرت منها شراعاتي ...
ثم علا صوتــــــــــه وصرخ :
نفيت و استوطن الأغراب في بلدي ودمروا كل أشيائي الحبيبات
*****
فكل من كان موجوداً بالقاعة بكى على كلماته وعلى حاله
فالتفت إليها وقال :

خانتكِ عيناكِ . . في زيف وفي كذب
والتفت على خطيبها وقال . . أم غرّك البهرج الخداع
مولاتي
فرآشة جئت ألقي كحل أجنحتي لديك فاحترقت ظلماً جناحاتي . .
أصيح و السيفُ مزروع بخاصرتي و الغدر حطم امالي العريضات . .
وقالت وهي تفيض بالدموع : يكفي أرجوك حسن أرغموني على ذلك .. لأنهُ ابن عمي
فصرخ . .
و أنت ايضاً ألا تبت يداكِ . إذا آثرت قتلي و استعذبت أناتي
مللي بحذف اسمك الشفاف من لغتي إذاً ستمسي بلا ليلى
ليلى . . فالتفتت .. وقال . . حكاياتي
فترك المكيرفون واحتضنه أشرف
وقبله وقال له . ياويلي
قد أدمعت عيون الناظرين إليك..
وخرج مسرعاً من غير أن يلتفت لأحد
و بعد خمس دقائق .أغمي على ليلى
ونقلوها للمسشفى ورجعت بحالة جيدة
ولكن كان لها أب قاسٍ جداً .. وخطبها لابن العم ..
فذهب ابن العم لحسن المرواني وهو يبكي وقال . .
أنا اسف ماكنتُ اعرف بهذا . .والله . .

ملاحظة : جرت أحداث هذه القصة في سنة 1979 ..
ورحل حسن المرواني وسافر الى الإمارات بسببها .. وبقى هناك أكثر من ستة عشر عاماً
..والى يومنا هذا.
اما القصيدة فقد خُطت على جدار جامعة بغداد وهي موجوده الى الان تخليداً
لذلك الحب الرائع المحزن....


نقلتها لكم -مع التصرف -
لأنها أعجبتني وطربت بها - قراءة ممتعة
تقبلوا تحيتي