عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-2023, 03:28 AM
المشاركة 41
أحلام المصري
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: ،، حين لا أكون (معك) // أحلام المصري ،،
،،حين غفوتُ على صدرِ البحر ،،
.
.


يا بحرُ..

كان لقاؤنا اليوم فريدا..
لأنك تعرفني كما لا يعرفني سواك..
ضممتَ همهماتي،
وابتسم موجك المنشغل في ترتيب ممرات العودة،
لسفنٍ وعدت بعدم الغياب.. وهاجرت
موجك المشغول بغزل بتراتيل الانتظار،
وآمال الأمهات الثكلى..

آهٍ، يا بحر..!
ما من مرةٍ نلتقي،
إلا وتفتح لي تلك الصفحات الحزينة
وتعيد في مقلتيّ.. تلك الصور الباكية

يا بحر..
أعلم أنك تضمني..
وتعلم أني لست ناقمةً عليك..
تعلم أنك جدي الذي كان يبني المراكب على شطآن الأمل،
وأنك خالي الذي اعتاد ترويض الموج..
حتى عضته موجةٌ مارقة..

يا بحر..
ما تزال جدتي تبكي..
ما تزال جدتي تحكي، ولا تشتكي..
موجوعٌ قلبها العتيق الأبيض..
وقميص الغائب لم يرد إليها بصرها..

يا بحر..
وتلك أمي..
على شاطئك المسافر بلا ميناء،
ما تزال تنتظر عودة الأحبة..
والرسائل التي تصل،
لا حروف للأمل فيها!

تلك الصواري تغزل كبرياءها أشرعةً بيضاء الوجه،
لا تبالي ببكاء الغيم،
ولا يثنيها عويل الرياح..

يا بحر..
لا تغضب لدموعي،
فالمسافرون جميعا غابوا،
وأنت في غضبك المجنون.. أخذت أجمل من فيهم..
تعلم،
كثيرا أتساءل:
متى سيمنحني البحرُ نفسَ تلك القبلةِ القاتلة!
لكني أعلم أنك تحبني..
وأنك مخلصٌ لي، كما أنا..

أترى، يا بحر..!
حديثنا مؤلم، لكنه يبقى جميلا..
سهلا..
لا يحتمل سوء الظن، ولا التأويل..
فشكرا لك يا حبيبي
شكرا لأنك أنت..

.
.
كان لقائي مع البحر اليوم ضروريا
رغم وجعه..