عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2016, 01:19 AM
المشاركة 4
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أستاذي العزيز أيوب صابر
الإسلام هدية الرحمن قال تعالى ( اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ïپ» الشورى : 13 .

والله عز وجل اعلم بالشاكرين
لم تكن اللغة عائقاً ، فهي تستطيع أن تتخاطب مع الجميع عرباً كانوا أو عجماً ، ولا يصرفها عن أحد سوى الكبر ، فكل من آمن بدين الإسلام وناصره وحكم باسمه لم يكونوا جميعهم عرباً ، بل كانوا من قوميات متعددة ولم تكن العربية لغتهم ، ورغم ذلك أحبوا اللغة العربية لحبهم للإسلام لِمَا رأوا من قوة تأثيره على أنفسهم
قال تعالى : ïپ½ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ïپ» الأعراف : 146 .
ïپ½ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً{45} وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً{46} نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً{47} انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً{48} ïپ» الإسراء : 45 – 48 .
إن الخلق مفطورون على الإيمان بالخالق سبحانه وتعالى ومحبته والخضوع له وهذا لا نزاع فيه ، ولكن الإنسان هو من أفسد هذه الفطرة الصافية ولوثها . واتبع هواه قال تعالى :
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ïپ» الجاثية : 23 .

نحن نعلم إن شعوب العالم منقسمة حول نظرتها فيما يخص الدين ، فمنهم من يرفض الدين ويرى أن الدين هو
سبب لشقاء الشعوب وتخلفها ،
ومنهم من يحترم الدين وينظر إليه أنه جزء من التراث والواجب المحافظة عليه ، فهو يشاركهم طقوس أعيادهم وزواجهم ومراسيم دفن موتاهم .
وسبب ذلك البلاء هو الإنسان وليس الدين ، فالدين بكل بساطة وُجِد لإسعاد الإنسان وتحرره ، فروح جميع الأديان هو توحيد الله بالعبادة ، وجسدها الشرائع التي تهذب النفوس وتزكيها وتأمر بالعدل ، ولكن هناك من شعَّب هذه الأديان وقسمها إلى أحزاب وجماعات وبذلك بدأت النزاعات مما سبب اندلاع الحروب وضياع الحقوق ، إنهم أهل الأهواء والبدع والمنافقون الذين أظهروا الإيمان وأضمروا الكفر من أجل مصالحهم الدنيوية ، فهم من حرفوا وزادوا وانقصوا في الشرائع لتتماشى مع سياساتهم وأهوائهم .
ولقد حصل هؤلاء المنافقون على الدعم مقروناً بالتأييد والرضا من قِبل أصحاب الهوى والشهوات ، فالدين يدعوا إلى الفضيلة و يحارب الرذيلة وهذا ضد مبادئهم ، إضافة إلى السكوت والإتباع من الغوغاء دون تفكير أو روية .
ونتيجة لذلك مع مرور الزمن فقد الدين الهوية ليصبح عبارة عن مجموعة من الحركات والتمتمات والمعتقدات التي هي مزيج من الأساطير والخرافات وتشريعات مليئة بالمتناقضات لا يقبلها العقل ولا المنطق ...
وأما رجال الدين فقد أصبحوا كمبارس ميزوا أنفسهم باللباس .
فهل يُعتقد أن الله سبحانه طلب منهم أن يُميزوا أنفسهم بهذا الزي أو اللباس ؟
ألا يُعتقد أن هذا الزي يدل على أن الدين أصبح مظهراً خلا من المضمون والجوهر ؟
المهم أن محاولات التشكيك في الدين وأهله نجحت لتصبح الأديان عبارة عن تراث وجزء من ثقافة الشعوب لا تراها إلا في الأعياد الدينية والتي استبدلت شكر الله عز وجل بالاحتفالات التي هي مسرح للرذيلة وشرب المسكرات وتحليل ما حرم الله عز وجل ، وأصبح رجل الدين لا تراه إلا مشاركاً بدور بسيط من خلال مراسم الدفن والزواج
إن العالم يئن ويتألم ، إنك ترى الخوف والقلق في عيون البشر وتلاحظه من خلال سلوكهم ، فالغني وصاحب الجاه والمال والسلطان علم أن هذه الدنيا لا تستحق وأن كل ما حصل عليه من حطامها لن يُوقف آلامه إذا مرض وتألم ، ولن يُعينه في تجاوز أحزانه عندما يفقد حبيباً أو صديقاً ، ولن يُعيد إليه نضارة وجهه ونشاطه عندما تُثقله منغصات الكِبَر ، ولن تستطيع إسكات نداءات ضميره التي تُؤلمه وتهدده أينما حل وارتحل فأصبح يبحث عن حل يوقف هذا الخوف والقلق .
وأما المستضعفون فحياتهم عبارة عن صراع وآلام وأحزان يطاردهم الخوف وعدم الأمان ، فالعبودية والإذلال أرهقهم ، فهم يبحثون عن مخرج ومُغيث يرفع الظلم عنهم .
إن جميع طبقات المجتمع ، يعترفون بأنهم يعشون في كبد ، ولا بد من وجود حل .
ويعلمون في قرارت أنفسهم أن الدين هو الحل ولكن أي دين هو ؟
أصحاب الفطرة السليمة هم لديهم القدرة على الإجابة على هذا السؤال .!!