عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2012, 06:11 PM
المشاركة 7
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:100%;background-color:black;border:10px double green;"]
برنارد شو والقارئ‏

إن أهمّ مايميز شو) كتابةً أوحديثاً هو أنه يفاجئ القارئ أوالسامع ،وعدم مخاطبتهما بما يألفان أو ينتظران.. لأنه يرى أن هذا الإغراب في طرح القضية كالجرس الذي يُنبه السامع أو القارئ إلى ما سوف يأتي ،ثم يبدأبعرض ما يريد بظرفه وفكاهته ومقدرته على رسم الشخصيات، الأمر الذي يجعلنا بفضل فاعليته الفائقة نرى الشخصيات التي أبدعها أكثر واقعية في نظرنا من شخصيات الحياة الحقيقية ولهذا الكاتب مسرحيات عديدة لا يمكن نسيانها بسهولة لما فيها من مواقف تتصل عميقاً بحياتنا اليومية..فمن هذه المسرحيات مسرحية حيرة طبيب) المصدرة بمقدمة طويلة حول استغلال بعض الأطباء استغلالاً قبيحاً والمسرحية تؤكد هذه المقولة..‏

ومن يقرأ مسرحيته بيت القلب الكسير) يستقر في وجدانه معنى هام ونبيل: هو أن الحياة تمشي نحو الدمار عندما لا يكون للإنسان هدف وإن الإيمان بهدف ما والعمل من أجله يحمي الإنسان من السقوط..."‏

ولا ينسى قارئ شو)، مسرحيته الشهيرة جان دارك ) هذه الفتاةالتي اتخذت المسرحيةاسمها دفعت حياتها من أجل إيمانها الذي اختلف عن إيمان الآخرين .. وأنهاحين حققت ماكانت تصبو إليه - تحرير فرنسا وهزيمة أعدائها - تنظر حولها لتجد أخلص الناس يتخلّون عنها ويخونونها ويُدّبرون لها المؤامرات يريد شو) أن يقول: إن البطلة عاجزة عن تدبير المؤامرات ضد الآخرين وقت السلم لكنها مليئةبالمواهب الخلاقة حين يكون الوطن في خطر زمن الحرب كماأن الأبطال مُجبرون دائماً علىالحرب في أكثر من جبهة ".‏

من مذكرات شو:‏

لم أتعلق بالوظيفة لأنني دائماً كنت أرغب في إحراق مراكبي، كنتً أسأل نفسي إلىمتى أظل في هذا العمل؟رغم أني لم أكن أعرف قيمة نفسي وماهو مصيري؟ ولكن أحد المتمرنّين في الحسابات عندي قال لي ذات يوم: " إن كل طفلْ يعتقد إنه سيصبح عظيماً .."‏

ذهلت لأني كنت أعتقد أنني وحدي الذي يعتقد ذلك في نفسه لاشيء يدل على أنني ولدت لأصعد سلم المجد، ولقد كان هذا الادعاء من موظف صغير في شركةمتواضعة يبدو ادعاءاً فظيعاً ومُرعباً ..‏

استفدت من عملي في الوظيفة، إذ تعودت على الدأب اليومي وأن أتعلم أي شيء بدلاً من أن أحلم بكل شيء..‏

لقد تخلصت من الادعاء الذي ترّبى عليه أبناء عمي وهو التفاخر بالأجداد .‏

كنتُ أميناً في الشركة وكانت أمانتي عبئاً على ضميري لأنهاكانت مؤهلاً للعمل الذي أكرهه، وقد بدأت نشاطي الأدبي خلال هذه الفترة عام 1876استقلتُ لأقذف بنفسي إلى لندن ولأنضم إلى أمي بعد أن توفيت أختي أجنس)‏

وبعد أكثر من ثلاثين عاماً قررت أن أعود ثانيةً إلى بلدتي الأصلية ومررت علىالبناء القديم الذين كنتُ أعمل فيه استقبلني أحد الموظفين بلباقة .. لم يتذكرني!!.‏

لقد ظل هذا الموظف يحضر إلى هذاالمكان كلَّ يوم منذ ثلاثين عاماً، وأنا أجوب العالم طولاً وعرضاً..‏

كنتُ أميناً في الشركة وكانت أمانتي عبئاً على ضميري لأنهاكانت مؤهلاً للعمل الذي أكرهه، وقد بدأت نشاطي الأدبي خلال هذه الفترة عام 1876استقلتُ لأقذف بنفسي إلى لندن ولأنضم إلى أمي بعد أن توفيت أختي أجنس)‏

وبعد أكثر من ثلاثين عاماً قررت أن أعود ثانيةً إلى بلدتي الأصلية ومررت علىالبناء القديم الذين كنتُ أعمل فيه استقبلني أحد الموظفين بلباقة .. لم يتذكرني!!.‏

لقد ظل هذا الموظف يخضر إلى هذاالمكان كلَّ يوم منذ ثلاثين عاماً، وأنا أجوب العالم طولاً وعرضاً..‏


هكذا يصنعون أنفسهم - فوزي معروف

شخصيات ومواقف - من منشورات اتحاد الكتاب العرب - 1997
[/tabletext]