عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 07:28 PM
المشاركة 18
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
مراقبة اللسان وحفظه،وحبسه وكفه عن المهلكات والمحرمات التالية:
الكذب في الجد والهزل،فهو من أعظم الذنوب وأشد الكبائر. فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ،قَالَ:كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ rفِي سَفَرٍ،فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ،فَقُلْتُ:يَا نَبِيَّ اللهِ،أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ،وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ.قَالَ:لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ،وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ،تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا،وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ،وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ،وَتَصُومُ رَمَضَانَ،وَتَحُجُّ الْبَيْتَ،ثُمَّ قَالَ:أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟:الصَّوْمُ جُنَّةٌ،وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ،وَصَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ قَرَأَ:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}،حَتَّى بَلَغَ:{يَعْمَلُونَ}،ثُمَّ قَالَ:أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ فَقُلْتُ:بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ.قَالَ:رَأْسُ الأَمْرِ الإِِسْلاَمُ وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ،وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ:أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ فَقُلْتُ لَهُ:بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ.فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ،فَقَالَ:كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ:ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ،وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ،أَوْ قَالَ:عَلَى مَنَاخِرِهِمْ،إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ؟.
الغيبة وهي ذكر أحد بما يكره،وهي تدل على نقص فاعلها وخسة نفسه وقلة مروءته. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ « ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ». قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِى أَخِى مَا أَقُولُ قَالَ « إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ ».
النميمة وهي نقل الأحاديث السيئة للإيقاع بين المتحابين وهي تدل على خبث النفس وضعتها وأنانيتها. فعَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنِمُّ الْحَدِيثَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ».
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (12) سورة الحجرات
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه اجتنبوا كثيرًا من ظن السوء بالمؤمنين; إن بعض ذلك الظن إثم،ولا تُفَتِّشوا عن عورات المسلمين،ولا يقل بعضكم في بعضٍ بظهر الغيب ما يكره. أيحب أحدكم أكل لحم أخيه وهو ميت؟ فأنتم تكرهون ذلك،فاكرهوا اغتيابه. وخافوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه. إن الله تواب على عباده المؤمنين،رحيم بهم.
المراء والجدال العقيم،وقيل وقال،والخوض فيما لا طائل منه ولا ثمرة بعده. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ،بُنِيَ لَهُ قَصْرٌ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ،وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ،بُنِيَ لَهُ فِي وَسَطِهَا،وَمَنْ حَسَّنَ خُلُقَةُ،بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلَاهَا "
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " أَنَا زَعِيمُ بِبَيْتٍ بِرَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ،وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا،وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ،وَإِنْ كَانَ مَازِحًا،وَبِبَيْتٍ فِي أَعَلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حُسُنَ خُلُقُهُ "
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا،وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاَثًا،يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا،وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللَّهُ أَمَرَكُمْ،وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ،وَقَالَ:وَإِضَاعَةَ الْمَالِ،وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ.
وعَنِ الشَّعْبِىِّ حَدَّثَنِى كَاتِبُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إلى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنِ اكْتُبْ إلى بِشَىْءٍ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِىِّ - r-.فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - r- يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا قِيلَ وَقَالَ،وَإِضَاعَةَ الْمَالِ،وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ » .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ».
تزكية النفس،والاعتداد بها،والتحدث عن أعمالها ومناقبها وأمجادها ومآثرها،قال تعالى:{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} (32) سورة النجم
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِىِّ - r- فَقَالَ « وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ،قَطَعْتَ عُنَقَ صَاحِبِكَ ».مِرَارًا ثُمَّ قَالَ - « مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ فُلاَنًا،وَاللَّهُ حَسِيبُهُ،وَلاَ أُزَكِّى عَلَى اللَّهِ أَحَدًا،أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ »
اللعان والسباب والفحش والشتم والطعن والولوغ في أعراض الناس وسمعتهم همزا ولمزا. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِاللِّعَّانِ،وَلَا الطَّعَّانِ،وَلَا الْفَاحِشِ،وَلَا الْبَذِيءِ "
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِاللَّعَّانِ،وَلا بِالطَّعَّانِ،وَلا الْفَاحِشِ،وَلا الْبَذِيءِ "
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،وَإِيَّاكُمْ وَ الْفُحْشَ،فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ،وَلاَ التَّفَحُّشَ،وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ،فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الشُّحُّ،أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ،فَقَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ،وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ،فَفَجَرُوا،وَأَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ،فَبَخِلُوا،فَقَالَ رَجُلٌ:يَا رَسُولَ اللهِ،وَأَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ:أَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ،وَيَدِكَ،قَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ،قَالَ:أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ،قَالَ:وَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: الْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ،هِجْرَةُ الْحَاضِرِ،وَهِجْرَةُ الْبَادِي،أَمَّا الْبَادِي،فَيُجِيبُ إِذَا دُعِيَ،وَيُطِيعُ إِذَا أُمِرَ،وَأَمَّا الْحَاضِرُ،فَهُوَ أَعْظَمُهُمَا بَلِيَّةً،وَأَعْظَمُهُمَا أَجْرًا.
ذم أي شيء،واحتقار أي مخلوق،والدعاء على أي أحد. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا ». وَيُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ».
كثرة المزاح،وإضحاك الآخرين،حتى تصير عادة تسقط المهابة،وتذهب بالحياء.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعًا:تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ،وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ،وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ،تَكُنْ مُؤْمِنًا،وَأَحْسِنْ إلى مُجَاوِرَةِ مَنْ جَاوَرَكَ،تَكُنْ مُسْلِمًا،وَأَقِلَّ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ "
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي خَمْسَ خِصَالٍ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ،أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ قَالَ:قُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ.قَالَ:فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا ثُمَّ قَالَ:اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ،وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ،وَأَحْسِنْ إلى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا،وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا،وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ،فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ.
والضحك أحياناً لا بأس به،فعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ rإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ مِنَّا رَأْسَهُ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرُ،فَإِنَّهُمَا كَانَا يَتَبَسَّمَانِ إِلَيْهِ وَيَتَبَسَّمُ إِلَيْهِمَا"
وعَنْ أَنَسٍ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r" " كَانَ يَخْرُجُ عَلَى أَصْحَابِهِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَهُمْ جُلُوسٌ وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَلَا يَرْفَعُ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَصَرَهُ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَإِنَّهُمَا كَانَا يَنْظُرَانِ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمَا وَيَتَبَسَّمَانِ إِلَيْهِ وَيَتَبَسَّمُ إِلَيْهِمَا "
والمزاح إذا كان قليلا وبحق فلا بأس به،فعنْ عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ،قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لابْنِ عُمَرَ: أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ r, يَقُولُ:إِنِّي لأَمْزَحُ،وَلا أَقُولُ إِلا حَقًّا؟ قَالَ: نَعَمْ.
وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -r- أَنَّهَا قَالَتْ:مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَطُّ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتَهُ إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ قَالَتْ وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِى وَجْهِهِ فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ،وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِى وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ قَالَ :« يَا عَائِشَةُ وَمَا يُؤَمِّنُنِى أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ ». وَتَلاَ رَسُولُ اللَّهِ -r- {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (24) سورة الأحقاف.
السخرية من الناس،والاستهزاء بضعفائهم،وتنقيص أقدارهم،والحط من مكانتهم. قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (11) سورة الحجرات.
وعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ،أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ،كَانَ يَحْتَزُّ لِرَسُولِ اللهِ rسِوَاكًا مِنْ أَرَاكٍ،وَكَانَ فِي سَاقَيْهِ دِقَّةٌ،فَضَحِكَ الْقَوْمُ،فَقَالَ النَّبِيُّ r: مَا يُضْحِكُكُمْ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ،وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ.
المبالغة في المدح،والتكريم والتعظيم،حتى يصير تملقا ونفاقا.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ قَالَ « أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ ». رواه الترمذي.
وعَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أَبِي خَالِدٍ،قَالَ: أَوْصَى ابْنُ مَسْعُودٍ أَبَا عُبَيْدَةَ ابْنَهُ بِثَلاثِ كَلِمَاتٍ"أَيْ بنيْ،أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ،وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ".
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ،قَالَ:لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ rفَقَالَ لِي:يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ،صِلْ مَنْ قَطَعَكَ،وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ،وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ.
قَالَ:ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ rفَقَالَ لِي:يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ،أَمْلِكْ لِسَانَكَ،وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ،وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ.
قَالَ:ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ rفَقَالَ لِي:يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ،أَلاَ أُعَلِّمُكَ سُوَرًا مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الإِِنْجِيلِ وَلاَ فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهُنَّ،لاَ يَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ لَيْلَةٌ إِلاَّ قَرَأْتَهُنَّ فِيهَا:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}،وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}،وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}،قَالَ عُقْبَةُ:فَمَا أَتَتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ إِلاَّ قَرَأْتُهُنَّ فِيهَا،وَحُقَّ لِي أَنْ لاَ أَدَعَهُنَّ وَقَدْ أَمَرَنِي بِهِنَّ رَسُولُ اللهِ r.
وَكَانَ فَرْوَةُ بْنُ مُجَاهِدٍ،إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ يَقُولُ:أَلاَ فَرُبَّ مَنْ لاَ يَمْلِكُ لِسَانَهُ،أَوْ لاَ يَبْكِي عَلَى خَطِيئَتِهِ وَلاَ يَسَعُهُ بَيْتُهُ.
وعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ r،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: طُوبَى لِمَنْ مَلَكَ لِسَانَهُ،وَوَسِعَهُ بَيْتُهُ،وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ "
وعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ،قَالَ:قُلْ:رَبِّيَ اللَّهُ،ثُمَّ اسْتَقِمْ،قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ ؟ قَالَ:فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ:هَذَا ".
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ:الْمَعْنَى فِي أَخْذِ النَّبِيِّ rلِسَانَهُ بِيَدِهِ وَقَالَ:هَذَا،وَقَدْ أَمْكَنَهُ أَنْ يَقُولَ:اللِّسَانُ،مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْخُذَ لِسَانَهُ أَنَّهُ rكَانَ عَالِمًا بِالْعِلْمِ الَّذِي كَانَ يُعِلِّمُ النَّاسَ،فَأَرَادَ أَنْ يَسْبِقَ نَفْسَهُ إلى الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ الَّذِي اسْتُعْلِمَ،فَعَلِمَ بِأَنَّهُ أَخْبَرَ السَّائِلَ بِأَنَّ أَخْوَفَ مَا يَخَافُ عَلَيْهِ أَنْ يُورِدَ صَاحِبَهُ الْمَوَارِدَ،وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْبِضَ عَلَيْهِ،وَلاَ يُطْلِقَهُ،فَعَمِلَ rبِمَا كَانَ يَعْلَمُهُ أَوَّلاً،حَتَّى يُفَصِّلَ مَوَاضِعَ الْعِلْمِ وَالتَّعْلِيمِ.
وتجوز المبالغة بالذم لمن يعادي الإسلام،فعَنْ أَنَسٍ،قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ r: لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ،قَالَ:فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ،وَرَكِبَ حِمَارًا،وَانْطَلَقَ الْمُسْلِمُونَ،وَهِيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ،فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِيُّ r،قَالَ:إِلَيْكَ عَنِّي،فَوَاللهِ،لَقَدْ آذَانِي نَتْنُ حِمَارِكَ.قَالَ:فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ:وَاللهِ،لَحِمَارُ رَسُولِ اللهِ rأَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ،قَالَ:فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ،قَالَ:فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْحَابُهُ،قَالَ:فَكَانَ بَيْنَهُمْ ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ وَبِالأَيْدِي وَبِالنِّعَالِ،قَالَ:فَبَلَغَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِمْ :{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (9) سورة الحجرات.

____________






هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني