عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
809
 
مازن الفيصل
كاتب متميز ومهندس عراقي

اوسمتي


مازن الفيصل will become famous soon enough

    موجود

المشاركات
3,628

+التقييم
0.83

تاريخ التسجيل
Jun 2012

الاقامة
بغداد

رقم العضوية
11246
07-29-2021, 09:53 PM
المشاركة 1
07-29-2021, 09:53 PM
المشاركة 1
افتراضي انهيـــــــــار منزل!!
جَلَبةٌ وجه الصباح..

للتو كنتُ قد أقنعتُ السهر بمغادرتي..

أصواتُ مكائن وسيارات كبيرة..

أصواتُ طَرقٍ ومعاول..

خرجتُ..؟؟

ليتني استمريتُ في ضيافةِ النوم..

ولم أرَ ما رأيتُ..

منزلنا القديم قرب منزلي الحالي..

رأيتهُ يتهاوى..

رأيتهُ يُهدَمُ..

مكائنُ وجَرَّافات..

أحالتهُ ركامًا..

الكل يغلقُ فمهُ وأنفهُ..

من بقايا التراب..

لكنني لم أفعل!!

شَممتُ..

نسيمًا من ذكرياتِ..

عِطرَ روح أبي..وأخي

رائحةَ الطعام حين نجتمعُ..

شقاواتنا..مقالبنا..ضحكاتنا

شاهدتُ انهيارَ عمودٍ..

كنتُ أتكأ عليهِ حين دراستي..

طفولتي وصبايَ..

جدرانًا كتبنا عليها اسماءنا..

ساحةً صغيرة احتضنت لَعِبَنا ولُعَبَنا..

المعاول تُهَدِّمُ ..ودموعي تجري..

الترابُ يعلو..وحزني يزدادُ

يا بيتنا القديم..

ألا تريدُ أن تعرف هل تحققت أحلامي..؟

ألا ترغبُ أن تعرف هل عادَ أخي..؟

ألا تسأل عن أبي ..؟

ألم تشتاق لأمي واخوتي..؟

كنت شاهدًا عليَّ في حُبيَ الأول..

ألم تسأل عنها..؟

يا بيتنا القديم نعتذرُ لك..

نحنُ مَن باعكَ..

نحنُ هجرناك..

نحن تركناك لتُهدَم..

ما أسرعَ الهَدم..

ما أقسى الهَدم..

تهدَمُ الأعمارُ بلحظةٍ..

تُهدَمُ الأحلامُ بيقظةٍ..

تُهدَمُ العلاقاتُ بكلمةٍ..

ولا تُهدَمُ الهموم..إلا بمعجزة!!

هدأ الغبارُ..

لأرى جاري بجانبي..

يبكي..

وكأنهُ سَمِعَ نداءاتي الصامتة..

قلتُ وما يُبكيك..؟

قال ألا تذكر..؟

في هذه الغرفةِ كنا نتسامر..

وأشار الى الأرض..




المراسلة على بريدي الالكتروني
mgasip@yahoo.com

ما كلّ ما يكتبهُ الكاتبُ يمَثِّلهُ

التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 08-01-2021 الساعة 12:47 AM سبب آخر: تشكيل لُعبَنا/ بالعطف على المنصوبِ قبلها