عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2011, 06:33 PM
المشاركة 5
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أختي الكريمة
مُنى البدراني
و الشاعرة التي تثبت لنا بموهبتها أن النساء شقائق الرجال.
حياك الله!
و أعظَّم اللهُ لنا و لك الأجر في مصابنا الجلل
ومن تقدير الله أن الله ينشرُ لأهل الخير ألسنة العباد بالشكر و الذكر الحَسن
حين مماتهم ؛ و لهذا كان يقول الأمام أحمد بن حنبل الشيباني لأهل البدعة :
(بيننا و بينكم الجنائز) .
فشكرا لك.


أعجبني هذا البيت و سأتكلم بما له و ما عليه:

رَحَلَ الأميرُ، وقــدْ تَـجددَ ذِكْرُهُ
بفـــــعالِ خــــيرٍ وشْمُـهَا لا يَــأَفــلُ


في الصدر لخصت شاعرتنا المتفوقة معنى الخلود في بضع كلمات:
فالموت لازمة الحياة و لا يعد ميْتاً من كان في حياته (الأمير) بكل لوازم الأمارة
_
من الشارة و الجاه و قضاء حوائج الناس و الأخذ بيد الضعيف و على يد الجاني _
ثمَّ قام ذكره بعد موته يحدث النَّاس بما طوى عنهم من فعله.

و وفقت كذلك في استخدام الفعل (رحل) لأن الرحيل هو الانتقال من دارٍ أو حِلةٍ إلى أخرى ،
و كذا الإنسان ينتقل من دار الفناء إلي دار البقاء
، بخلاف (مات) فالموت ضد الحياة

و هذا لا يناسب حياة الذكر الطيب و الصِّيت الحسن.

العجز:
أعجبني التساوق بين (بفعال خير) و (وشمها)
فكما أنَّ لليد التي تزرع العطاء و السعادة واضح أثرٍ في أديم البلاد و نفوس العباد
فإن لليد التي ترقم أديم الإنسان بمحابرها ناصع أثرٍ لا يخفى على عين صحيحة
فمسارب الخير في الناس كمسارب الحبر في الجلد.


و لكنني أرى أن (الوشم) لا يناسب الفعل( يأفل) لا في المعنى و لا في المناسبة
فالأفول هو الغياب و هو يناسب كل من له ضياء كالشمس و القمر و النجم و الكواكب , و(الوشم) ليس كذلك.
و لو قلت:
رَحَلَ الأميرُ، وقــدْ تَـجددَ ذِكْرُهُ
بفـــــعالِ خــــيرٍ شْمْسُهَا لا تـأَفــلُ (و لن ينكسر الوزن)


لقامت طرق الأشعة بين الناس بدل طرق الوشم
و زاد معنى جديداً و هو السُّمو فنحن نقول: (سمو الأمير)
و آخر و هو أنَّ الشمس لا ينكرها إلا جاحد, و لا يكرهها إلا من رمدت عينه
و كذلك العظماء لهم بروز عظيم و ظهور كبير و لهم المحب و المبغض
.



و أسأل الله لك السعادة في الدارين.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا