عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2014, 03:52 PM
المشاركة 4
احمد سليم العيسى
الشاعر الأمي العربي الغضب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[TABLETEXT="width:90%;background-color:silver;"]





[marq="6;right;1;scroll"]
ذَاتْ - نَشْرٌ أوّلٌ لِمَنَابِر ..
[/marq]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لِمن دَلَفَ هُنا ... يتوقّع أن يجد شيئاً مختلِفاً ...
لا شيء هُنا سوى تعرية لــ ذاتــ / ـــي ...
:



قَبل الميلاد :
:
:

- مُمَزّقٌ هو ... بحّارٌ فقير .. لا يَملك إلا مركب صغير .. به يغيب عنها لأشهر كثيرة كي يجلب الزرق المميت ..كم رأى مِن أصحابه مِمَن يركب هذه السفينة و لا يرجع أبداً... بل يخلّده البحر ... حكّ جبهته و تنهّد ..إيــــــه يا بحر !! إلى متى هذا العذاب ؟؟ ترك زوجته الحامِل مع أبنائه و بناته الخمس شعر بالضيق الشديد .. ليت لو كان بيده .. لأسكن هذه الجميلة قصراً .. و ترك العبيد يخدمونها ليل نهار ... نظر إلى كفه الخشنة و قال : ربي ... كريم ... الآن يفكّر ... نعم بدأ كل شيء يتغير في بلاده للأفضل .. فبعد الإتحاد* .. تحسنت الأحوال قليلاً حتى أنه افتتح دكاناً صغيراً بناصِيةِ الشارع .. ليتفاخر أولاده بها ... هذه الرحلة الأخيرة له .. فقد وجد عملاً مناسِباً بمؤسسة حكومية .. فهو يعرف أن [ يفكّ الخط ] و هذه نعمة يُحسَد عليها …

:

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

:

بدأت الشوارِع تزحَف في قريته الصغيرة .. و بدأت الكهرباء تغزو البيوت الاسمنتيّة البدائية .. جميرا يا قُبْلة السماء للأرض .. يا مِلح الكون كلّه .. يا رِئةً سماويّة ذات أجراسِ ..!
يلمع الشاطئ الذهبي أمام عينه فتغزوه فرحه و يؤلمه بطنه الممتلئ بفراشات البهجة .. أخيراً عاد البحّار لسّتّ الحسن ... أخيراً سيشمّ ريح أولاده و يحضن الراحة و السرور .. يفّكّر بعمق في أولاده و خاصّة الأخيرة .. ذات اليد التي لا تنمو و الذي اكتسى وجهها بحسنٍ نادر الوجود و تقاطيعٍ ملائكيّة لا تُخطئها عين ....
- تعال .. أذاهبٌ أنتَ إلى جميرا ؟ صرخ الوالِد بسائق الأجرة .
يهز السائق رأسه بمعنى ... أي نعم ... و يردفه في سيارة زرقاء قديمة ، تتوالى عليه الذكريات كشريط سينمائي قديم ... كيف كانوا قبل تبِعات الحرب العالميّة الثانيّة ، كيف امتلكوا الذهب و العبيد و المال ... و كيف اختفى كلّ هذا بطرفة عين ، يتذكّر كيف عانوا الجوع و الفقر و اليتم مرّةً واحدة .. و كيف التهم البحر أحبتهم الواحِد تلو الثاني .. فالمصائب لا تأتي فرادى .. أبداً ...!
- وصلنا بابا ..صرخ السائق ، أنقده ماله و وقف أمام الباب تملكه رجفة .. يسمع صوت أولاده خلف الباب و صراخ الغالية عليهم ، ابتسم و فتح الباب قائلا : السلام عليكم ..!
- هلا بنور البيت ..! صرخت الغالية .. توافد الأطفال كطوفان حبّ جارف و أخذوا يبكون بِنَفَسٍ واحد و هو يحضن هذا و يُقبل ذاك و يثني على هذه و يمسحُ رأس تِلك ، و هي تبتسم مِن بعيد ، و تضع يدها على بَطْنِها المنتفِخ تهدأ مِن روع ساكِنه الذي لا ينفك يعلن – هو أيضاً – فرحته بحضور والده ، و كأنها ليلة عيد... تمتمت
- عيد لا ينتهي أبداً يا غالية ...!
كان الحب بينهما واضحاً و مثاراً للحسد فليت كل البيوت هما ..و هُما فقط ... يتناجيان معاً كعاشقين أبداً .. يكتب فيها قصائد و يلحنها و يغنيها على روحها صباح مساء .. و هي تفيض ولعاً به ، تغرق حباً في كلّ يوم يزيده دلالها الفطري ...
:
:

-أينَ أنتِ يا غالية ؟؟
-هنا يا نور البيت ...
-دعي الطعام و اجلسي أسامرك ..
-ما الأمر ؟؟
-علاوة .. سأحصل على علاوة و سيتحسن حالنا سأقترِض من البنك و أبني لك منزلاً فاخراً كما حلمتِ به ..
-( تضع يدها في يده ) حقاً ...
-إن شاء الله ...
-الكرم كرمك يا رب ....! آه ...!
-ما بالك ؟؟
-لا تخف فلا زِلتُ في الشهر السادس و هذا ليس مخاضاً بالتأكيد ..
-لكنكِ تنزِفين ...
-ماذا ؟؟؟
-سأجلب الطبيبة ..
يركُضُ بين الطرقات حتى وصل لدارها ، ملهوفاً يطرق الباب ، تأتيه الدكتورة الطيّبة .. يشرح لها الأمر .. فتركض حتى تصل للمنزِل .. تجد الغالية و قد رمت تحتها مُضغة صغيرة ... تلفها في خِرقة و تعطيها الوالِد :
-زوجتك قد ولدت يا سيدي ... بنت ..! إذهب بها إلى المستشفى رُبما لا زالت حيّة ..!
و كانتْ هذه اللحظات الأصعب ... فهذه هي أنا …!



[marq="6;down;1;scroll"][ ذَاتْ ] - سيرةٌ ذاتيّة 

جليلة ماجِد 



[/marq]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971 م

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[/TABLETEXT]