الحلم الشرود
من كوكبِ الإلهام تقتبسُ الحروفُ لها ضياءْ
وتدور حول مجاله والفكر خط الإستواءْ
إن كان ضوء الصبح يهجع بين أحضان المساءْ
فالحرف يأبى أن تكون يد الظلام له خباءْ
سيظلُّ مادامت عقول النابهين له وعاءْ
وضاء ينشر نوره بين السطور كما تشاءْ
يا للمذلة كيف لاقت في القلوب لها فناءْ
بصقت على جدرانها بصقاً وهشَّمتِ البناءْ
وثنت ذراعاتِ الضمير بعنفوانٍ للوراءْ
حتى استُحيلَ بأن يمدَّ إلى أخيه يد الإخاءْ
والوضع ترصده الصحافة كل يومٍ باشتهاءْ
ولها عيونٌ ثاقباتٌ من محطات الفضاءْ
فتبثُّ واقعةً لأفهامٍ تملَّكها الغباءْ
تختال زاعمةً بأن شموخها نطح السماءْ
لكنها عند الحقيقة لا تصدُّ يد الهواءْ
لهفي متى تستقبل الأصداءُ زغردةَ النساءْ
في عرس جارتنا ويطفئ إشتعالَ النار ماءْ
*****
عجباً رأيت هناك رملاً في الحمى لاذت بطودْ
من وطأة الباغي فزاد على جمادته جمودْ
(ونأى بجانبه) كأن قواه ليس لها وجودْ
حتى استُشينَ ملامحاً من يومها فمُسِخنَ سودْ
واستفحلَ الباغي فصبراً أيها الحلم الشرود
يا غيمةً في منبر الآفاق تُسمِعنا رعودْ
طال الترقبُ يا ترى أيَّانَ توفينَ الوعودْ ؟
جفَّ التراب وفارق الضحك الموشي كل عودْ
واغتاظ صدر الأرض حتى صار للرَّمضا وقودْ
فلتطفئي بالغيث ناراً أو دعي الماضي يعودْ