الموضوع: المبعثر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2014, 01:11 AM
المشاركة 8
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ينتقل الكاتب من التعميم في النص نحو التخصيص ، فالبداية تسوق لنا معاناة الإنسان عامة من الضياع ، فيترجم الضياع بفقدانه للحمة أعضائه ، فعيناه مصوبتان إلى رغبة من الرغبات و قلبه هائم بشيء آخر و لسانه يكثر تفلته و يكاد يعبر عن أشياء تافهة لا ترقى إلى ما يرجوه ويتمناه ، و أنفه شارد ، فهنا الكيان مفقود بفقدان السيطرة من طرف العقل على الحواس و الأعضاء ، لكأنه يقول أن الإنسان اليوم لا يتحكم في مصيره و لا يستطيع صنع مصيره ، بل يسعى وراء السراب فخطواته غير منسجمة و مساره غير محدد ، فيضطر إلى الابحار في كل الاتجاهات .
من الحالة العامة ينتقل الكاتب إلى الحالة الخاصة ، ليظهر مدى تأثير الحالة العامة على بلداننا المنهارة ، فإذا كانت المؤسسات في الغرب صنعت التيه للأفراد لتتمكن منهم وتوظفهم لأغراض تحددها في استغلال ظاهر ، و في بلادنا حيث تغيب المؤسسات لا توجد غير الفوضى و بعض رجالات المال و رجال السلطان .

تعمد الكاتب أن تسرق عين البطل ليبين لنا تلك الثنائية التي تسيطر على حياتنا ، فإذا كان الإعلام يستهلك الكثير من وقتنا و يصنع توجهاتنا و يصوغنا كيف يشاء فيستحق أن يأخذ عينا كاملة بينما عيننا الأخرى هي أيضا مسروقة يحاول كل مشهد الاستئثار بها .

يتبع