[overline]شـَـ ــــ ـهَــ ـــوَاتٌ[/overline]
الشّارِعُ شَاسِعٌ ...
وَ العُمُرُ سَرابٌ ...
الحريقُ ينْتَشِرُ كَعَنْقاء ..
تَسْقُطُ في السّماءِ الدُّنْيا ...
تَعْلو إلى الطينِ ...
حِينَ يَبَاس .. تَصْرُخُ بِلا حَلْق ...
وَ لا آذَانَ للسحبِ ...
فَنِصْفُها مُحْتَرِق وَ الآخَر مُنْسَحِق ...
افرِدْ جَسَدَك ...
و ازْرَع لكَ فماً ...
اخْلَق لَكَ عيْناً ثالثةً ...
ليْسَ لِوَجْهِكَ داعٍ ...
فلستَ تُصافِح به سِوى الغُرَباء ...!
لَيْسَ لِعَرَقِكَ داعٍ ...
فليْسَ يحوّطَكَ بـ [ عَزاء ] ...!
مَنْسِيٌ أنتَ يَا غريب ...
كَوحدةِ المَقْهى و القصِيدة ِ ...
كَتِلْكَ القَهْوَةِ المُعَتّقّةِ الـ ترَكْتَ فِي عُرُوقِك ..
كَتِلْكَ الوَرْدَةِ المُحّنّطةِ فِي مَشقوقِ جيْبِك ...
اترك قِناعَك على بسيطةِ الوطن و ارتدِ نفْسَكَ ..إن كُنتَ تدري !
أم أنّك لا تدْري !
فأنتَ خَوَاءٌ ترتدي الخَيْبةَ كَجِلْدٍ أوّل وَ لا جِلْدَ ثانٍ لك !
وَحْدَك تَقْرِضُ لِسانَك ... و تَبْكي !
وَحْدَك تَشْنُقُ رُوحَكَ .. و تَعْوي !
وَحْدَك تَجْدعُ أَنْفَكَ ... و تَهْـــوي !
اصلبْ شَهَواتِك ..
ألْبِسْها ثوبَ العقْلِ ..
واصْفعْها مَعَ أفْكارِك ..
ضَعْ لهَا رَقَماً..
و اركُنْها مع رغَباتِك المَجْنونة ..!
مارِس الفراغَ حَولها ...
اهْتُك عَرْضَ القَمَر ..
لِيِسيلَ المطر ..
و تَخْرُسُ تِلكَ النّرْجسّيّة التي تصْرُخُ في مُنَمْنمَاتِك ..!
اضْرِب بحَيوانيّة الرّغْبة .. عَرْضَ الحياة ...
وَ تجّلى كإنسانٍ بِلا زُخْرُف...
دَعِ الجليدَ يَسْكُنُك ...
:
:
:
يا دَفْقَة الماء .....!