عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2020, 07:10 AM
المشاركة 3350
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال

.... أَعْوَرُ عَيْنَكَ وَالحَجَرَ ....


يريد : يا أعور احْفَظْ عينَكَ واحذر الحجر ، أو ارْقُب
الحجَرَ ، وأصله أن الأعور إذا أُصِيْبَتْ عينُه الصحيحة
بقي لا يبصر ، كما قال إسماعيل بن جرير البَجَلي الشاعر،
لطاهر بن الحسين ، وكان طاهر أعور ، وكان إسماعيل
مَدَّاحًا له ، فقيل له : إنه ينتحل ما يمدحك به من الشعر،
فأحَبَّ طاهر أن يمتحنه ، فأمره أن يهجوه ، فأبى
إسماعيل ، فقال طاهر : إنما هو هجاؤك لي أو ضَرْبُ
عنقك ، فكتب في كاغد هذه الأبيات :

رأيتُكَ لَا تَرَى إلا بِعَيْنٍ
وَعَيْنُكَ لا تَرَى إلَّا قَلِيلَا

فأمَا إذْ أصبتَ بِفَرْدِ عَيْنٍ
فَخُذْ مِنْ عَيْنِكَ الأُخْرَى كَفِيلَا

فَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ
بظَهْرِ الكَفِّ تَلْتَمِسُ السَّبِيلَا


ثم عرض هذه الأبيات على طاهر ، فقال : لا أَرَيَنَّك
تنشدها أحدًا ، ومَزَّقَ القرطاس ، وأحسن صِلَته .
ويقال : إن غرابًا وقع على دَبَرَة ناقةٍ فكرِهَ صاحبُها أن
يرميه فتثور الناقة ، فجعل يُشِير إليه بالحَجَر ويقول :
أَعْوَرُ عينَكَ والحجر ، ويسمى الغراب أعور لحدة بصره ،
على التشاؤم ، أو على القلب ، كالبَصِير للضرير ، وأبي
البَيْضَاء للحبشي .