الموضوع: أنقاض آدمي
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2011, 07:54 PM
المشاركة 3
غادة قويدر
أديـبة وشـاعرة سـوريـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أنقاضُ آدمي

عامر عثمان

ركنَ الحياةَ جانباً
لملمَ سحنَتَه المنقوشةِ بركاكةٍ
وراحَ يروّضُ الضوءَ المثقلَ بالفضولِ
بدتْ عيناه وكأَنَّهما تتربّصانِ بالوسنِ
ربَّما كانتْ الصفقة الوحيدة الرابحة في حياتِه
هي احتكارُ كَرامَتِه
كثورِ المسكِ يروّضُ جسارةَ القرونِ
لِيجاريَ وعورةَ الجلمودِ
أو ربَّما ليستَميلَ بعضَ الأقدارِ
تجدهُ يهِبُ الأنقاضَ عقلَ البقاءِ
نظرَ نحو المدى حيثُ ساحةُ النسورِ
اقتنصَ من الريحِ برهة ً
حتى أُقصِيَ الجوهرُ إلى صَفَائِهِ
يتهاوى مع المطر من سلالِ الغيمِ
يحاكي حلمَ النعام الأزلي
هناكَ حيث ينبتُ قوس قزح
هي خرافةٌ بحجمِ فكاهةٍ تتبدلُ أعضاءُ الآدمي
داخل ألوان قوس قزح
تعالَ نمضي حيث الريح
تعال نمضي حيث ثمارُ الله
تعال نمضي حيث بذور الغيمِ
إليكَ الفجر هبة المساء للشمسِ
فلمْ تعد تنفعُكَ علومُكَ المنمقةِ بحكمةٍ
تنتعلُ الطينَ أبداً
وتصوغُ الفراغَ من الوحشة ِ
تهبُ الغفرانَ لعثراتِكَ المتلعثمة
هناك حيثُ اللحظاتُ الهاربةُ إلى اللافضاءِ
هناكَ حيثُ الكلماتُ المسكونةُ بالأرواحِ المهاجرة
فلنجنحْ صوبَ المعاقل الحصينة
أبداً ترنو حيثُ طيورُ الخُلُقْ
المكتنزةِ بألوانِ الربيعِ والخريفِ
تشي بولادةِ الفصولِ ورحيلِها حُبلى
تَئِدُ الوأدَ
تلكَ الطيور الفَزِعة أصبحتْ حَبْناء
والحدأةُ تندبُ حظّها في فِخَاخِكَ
فكنتَ الطريدةَ والقنَّاص
تشوي أنفاسَك ، كأنفاسِ الصوّان الشرر
كشهوةِ بركانٍ راقد
قدورك أصبحتْ خاويةً إلا من بعضِك
تهرولُ على مرمى الخيال السراب
و تتكِئُ على دخّانِ سيجارك الخانق
تعفّرُ ثمارَك من حقولِ البرقِ
الكمأُ ثمارٌ وحشيةٌ
فيها أنفاسُ الكواكبِ العتيقةِ
كحانوتي يرتبُ أصابعَ الطباشير
تنفض عنها الخربشات الفوضوية
تتقنُ بعضَ علومِ الخيمياءِ
فَتُصَيّرُ التبر وسامَ الأصيلِ
تزينُ بها أحلامَك الهاربةِ إلى اللامكان
تتقنُ نقشَ الوشمِ و فنَّ الحجامةِ ، فتنفضُ عنك أعباءَك الرثّة
و تَجلي دورتَك الكبرى و الصغرى
حتى منبت القلبِ
كالقنائِصِ
تلهثُ عند إنباضِ القوسِ
وارتباك الطريدةِ
تتوارى خلفَ المدى المهشَّمِ عند الغيابِ
تبحث عن الخبّازَى زهرةِ العشبِ
في البركِ الثرثارةِ
تتناثرُ أعشاشُكَ
في حقولِ الحَرمَلِ
المعفرةِ بالتعاويذِ والأساطير
حقولُكَ كأيّامِكَ لها طعم الحَبْنُ
عندما نصنَعُ أغانينا من حبوبِ الحنطةِ
تكون جواليقُك متخمةً بالمواسم الباهرةِ
وتُفنَى البيادرُ كالسرابِ يغوي اللهاثَ
دعكَ من النساءِ
فكلّهن يتقن الدلالَ
والمكائد
و يعشقن حديث التفاصيل
وبعض الثرثرات
ربّما عباءَته
أو ربّما عمامته توحي بوقاره
كلماتُه حُبلى بالتمتماتِ والتراتيل
ابتهلَ لخالقِه
حمَّصَ ثمارَ الله في قدورِ الشكرِ
نظرَ نحو هيكلِه
لملمَ فقراتِه على عجلٍ
احتضنَ الفراغَ
تدثّرَ المكانَ
وناااام ...

خريف 2011
القدير عامر عثمان
نص كثيفٌ للغاية فيه من الصور الجميلة والأخاذة
قطعة نثرية فنية فيها من الكلمات ما يجعلنا ندور في فلك المعنى ولا ندركه
حبذا لو تركت توضحا ..
تزاحمت الأفكار بتسارع شديد فلم توجز الفكرة المطروحة بل تعمقت فيها
الى درجة الغموض ..
نص عميق الأثر استمتعت جدا بالقراءة تحية لقلب يرسم الجمال بحاشية من ابداع
تقديري وعميق احترامي