عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2022, 07:23 PM
المشاركة 16
فيصل أحمد الجعمي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: أولئــــــكَ آبـــــــــــــائي
أولئــــــكَ آبـــــــــــــائي
مُعَارَضَـةٌ لِلفَرَزْدَق في إحدى هجماته الفخريةِ على مُعاصِرِه الشاعر جرير

أَتُسْبَقُ في المَجْدِ النُّجومُ السَّوَاطِعُ
إذا قــامَ مَدَّاحُ االنُّجومِ يُقَــــــــارِعُ؟

(أولئـــكَ آبائي .. فَجِئني بِمِثلِهِمْ)
فَقَدْ أَوحَشَتْ مِنهُم دِيارٌ.. مَعامِــعُ

وَعهدٌ ومِيثاقٌ .. لِنصرِ مُعاهِـــــدٍ
وَلاءٌ نَقِيٌّ .. لمْ تَشُبْهُ القَواقِـــــعُ

وَإرثٌ بَهِيٌّ .. في العُروقِ مُسافِرٌ
لِنجدَةِ مَلْهوفٍ .. طَوَتْهُ البَلاقِـــــعُ

وَنِيرانُ جُودٍ .. والشِّــــــواءُ وَلائِمٌ
وَسِدْراتُ نُبْلٍ .. ما لَهُنَّ بَراقِــــــعُ

هُمُ الرَّافِضُونَ العَرشَ والتَّاجَ رَهبَةً
إذِ الحُكمُ أحمَــالٌ ثِقـــالٌ .. مَواجِعُ

يَخافُونَ يَومًا لِلتَّغـــابُنِ مُشْــــرَعًا
فَيَعلو وَجِيبٌ والمَآقي مَدَامِـــــعُ

إذا اسْتُخْلِفُوا حَمْلُ الأمَـــانةِ دَيْدَنٌ
فُتُـــوحٌ وعَدلٌ في المَمَالِكِ يَانِـــعُ

قِيـــــامٌ بِجَوْفِ الليلِ، والقَومُ نُوَّمٌ
صِيـــــــامٌ نَهَارًا والجِهادُ المَجامِعُ

وزُهدٌ إذا الدُّنيــــــــا أَتَتْهُمْ جَمِيلةً
وَصَبرٌ جميلٌ إنْ دَهَتْهُمْ فَواجِـــــعُ

وتُرْفَدُ تَقْواهُمْ .. بِكُلِّ جَليــــــــلةٍ
إذا بِالعِدَا قبْلَ الصَّديقِ مَراجِــــــعُ

إذا ما الرَّعـــــايَا دَاهَمَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
تَرى الرَّاعيَ الأتقَى إليهمْ يُسَارِعُ

فهذا هو الفاروقُ .. ذاتَ رَمــــادةٍ
يُعاقِرُ زَيتًا .. والنَّعيــــــمَ يُقــــاطِعُ

لِيَربَدَّ وجْهٌ كان كالبَدرِ في الدُّجَى
فَعامٌ مِن الحِرمـــــانِ طَوْعًا يُوَاقِعُ

***

وكانوا إذا اشْتَدَّ الوَطيسُ ضَرَاغِما
فَضَاقَتْ بآسَادِ العَدُوِّ المَضاجِــــعُ

رِمَاحًا فَلا اعوَجَّتْ وَلا لانَ عَزمُها
لِيَخزَى رَعادِيدٌ .. وَتَدْنُو المَصــارِعُ

حَدَوْهُمْ لِيَنْقَضُّــوا على قَلْبِ بائعٍ
دُنًا زائلاتٍ .. فالجِنانُ المَطامِـــــعُ

فيا لَيتَ شِعري كَيفَ تَمضي حَياتُنَا
إذا ضــــــــاعَ نَهْجٌ سَيَّجَتْهُ المَوانِعُ

وَيا ليْتَهُمْ لَمْ يَرْحَلوا عن دِيــــــارِنَا
ولَيتَ البُطونَ المُنْجِبـــــاتِ رَوَاجِعُ

5/10/2022


رَعَى اللهُ أَيَّامَ اْلوَفَاءِ مِنَ الدَّهْرِ
وَأَجْرَى النَّدَى فِي عُودِهَا وَاكِفُ اْلقَطْرِ

فَلَوْ أَنَّ أَيَّامِي تَعُودُ إِلَى الوَرَا
لقلتُ لها عُودِي إِلَى سَالِفِ الدَّهْرِ

إِلَى زَمَنٍ كنَّا بِهِ نَمْتَطِي الدُّجَى
ونَفْتَض أَبْكَارَ
المَعَانِيْ مِنَ الشِّعْرِ

يَحِنُّ فُؤَادِي لِلْوَفَاءِ وَعَهْدِهِ
حَنِينَ عَتِيقِ الطَّيْرِ للِصَّيْدِ فِي الًبَرِّ

................................
قرأت هنا شعرا رصينا ومعارضة شامخة قوية في مبانيها ومعانيها، مفردات لا تقل مكانة ولا شاعرية في رسالتها عن القصيدة الأصل، فلله درك شاعرة أصيلة تنشر في الأجواء عبق التأريخ وتحافظ على التمسك بالتراث الشعري الأصيل، من خلال مد جسور التواصل وتذكِرة القارئ بأرباب الشعر واللغة والفصاحة والبلاغة، في هذه المعارضة الشعرية الجميلة، أو لنقل في طرق باب المعارضة القيمة، لرائعة فارس الشعر والبلاغة، في عصره، همام بن غالب التميمي، المكنى بأبي فراس، والملقب بالفرزدق، وهو اللقب الذي اشتهر به وتداولته الألسن، كان لشعره عظيم الأثر في الحفاظ على اللغة، والموروث الشعري الأصيل، كما ذكر غير واحد، ولقد اشتهر بما عرف بالنقائض مع بعض شعراء عصره، كجرير والأخطل، إلا أن الأول هو من ذاع صيته مع الفرزدق، وأصبح حديث الناس قديما وحديثا ربما للقوة والأثر، اللذين تركتهما قصائد الهجاء والفخر بين الشاعرين، فلقد أصبحت قصائدهما حديث النقاد والشعراء في الأوساط الأدبية منذ العصر الأموي وما تلاه وحتى اليوم، بوركت أستاذتنا الفاضلة وشاعرتنا القديرة، ثريا نبوي، فأنت أهل اللغة والاقتدار، وتفضلي بقبول خالص تحيتي، وعظيم الامتنان،،،