عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2013, 01:30 PM
المشاركة 16
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الفصل العاشر بعد قليل


9-
خائنة بالفطرة
انها الخامسة صباحاً بتوقيتنيويورك- مسحت ديان الزجاج الغارقفى المطر وهى تتأمل المدينة الصاخبة ..ترقب بفتور فوران المياه المتساقطة على الاعمدة والاسفلت اللامع وقدانعكست عليه الاضواء بفرح ..حينما توقفت الامطاراردات ان تشم رائحة مابعد التدفق
عالجت النافذة بخفة ..لفح الهواءالبارد وجهها بشدة وتطاير شعرها الناعم بثورة عارمة ..اضطرت لاغماض عينهاوالتفت ذراعيها حول جسدها اتقاءً للبرودة المؤلمة..اغلقت النافذةبسرعةواطلقت سبة قبيحة..مدينة لاتورث سوى السأم..خمس ايام قضتها هنا ..خمس ايامتكاد تبلغ عصبيتها مداها فكل شئ يثير اشمئززاها من الطعام للشراب لسمانتالويندى للخادم توماسحتى ذلك القط الاسود الاليف ذو الشعر الكثيف الذىاستيقظ ينظر اليها نظرات مرتابة
تجاهلته وهى تدلفالى المطبخالفاخر تعد لنفسها كوباً من القهوة بالحليب وضعت كثير من السكر الذى كانت ويندى وسامنتا تشهقان من الكمية التى تضعها ...زفرت بعمق وهى تتذكر
كم ابغض البلهاء وابنتها
بحثت فى البراد عن شئ تأكله..لميعجبها اى شئ فضربت الباب بعنف ..لوهلة شعرت انها ليست وحيدة..وجدت القطمعاها ينظر نفس النظرة المرتابة..ركلته بعنف وغلظة
عادت للصالة حيث وضعت حاسوبها الشخصى..فتحت على صور تل ابيب الحبيبة..تذكرت انها حذفت كل صور خالد لديها
شعرت بحركة من يفتح الباب..دخلت ويندى بصحبة شاب اسمر خشن الشعر وقد تنهدت ويندى فى دلال
شاكر هل تبقى معى قليلا
يرد عليها الاسمر
معذرة يا جميلة ..لدى عمل الغدويضحك اقصد اليوم ..تأخرنا كثيرا ويندى فى سهرة الليلة..تعلقت ويندى برقبتهوهى تقول فى غنج لا ترحل ..لا ترحل
تعلقت نظرة الشاب وهو يحاول انتزاع ذراعى ويندى من رقبته بنظرة ديان المتفحصة
قال بفتور ..لدينا مراقبة ما
ارتبكت ويندى للحظة وهى تنظر لديان وقد تسمرت نظرتها عليها وقد امالت راسها وضاقت عينها ثم فتحتهما فى تسلية وويندى تقدم رفيقها
شاكر بن عمار ..احد اشهر مغنى الراب فى نيويورك..شقيقتى ديان
عربى ..سألت ديانبلغة عربية سليمة وهى ترفع حاجبيها
اجاب فى أدب وقد تعجب من تحدثها العربية
نعم انستى ..عربى من الجزائر
صفقت ديان بيدها بجزل واغلقت الحاسب امامها..ثم وقفت واخذت كوب القهوة وهى ترتشفها ببطء وتقيس شاكر بنظرات وقحة
نمت عن ويندى زفرة غاضبة واقتربت من ديان ووضعت يدها عليها
ماذا تفعلين ايتها الحمقاء
ازاحت ديان يد ويندىببرود وقد راقها تحفز شاكر لنظرتها
قال فى حيرة
هل هناك ما يزعجك انستى فى مظهرى
قهقهت ديان بصوت عالى وهى تردد كلمة انستى
كان الحديث يدور بالعربية التى لا تفقه منها ويندى شيئاً الا اسارير شاكر المنعقدة وتوتره الظاهر اخبرها بشر تنتويه ديان
التى وقفت ترمق شاكر بنظرة جانبية وهى ترتشف القهوة ببطء وتتلذذ
سألها فى برود تتحدثين العربية ببراعة ..اين تعلمتيها
ردت بلؤم وقد حانت اللحظة للانتقام من ويندى المدللة
ندرسها فى الصفوف الاولى بجانب اللغة الاساسية العبرية
ردد فى عدم تصديق—العبرية
قلدته ديان هازئة وهى تضع الكوب جانبا- العبرية..الم تخبرك ويندى انها لها شقيقة اسرائيلية
اتسعت عينى شاكر كمن لسعه عقرب وديان تكمل
اوه ..ربما نسيت ان تخبرك ان امها يهودية ايضا
لم ينبس شاكر باى كلمة استدار وفتح الباب لحقته ويندى وتشبست بذراعه..انتزعها بعنف مما اوقعها ارضا
ذهلت ويندى وطفرت الدموع من عينيها وقد تلاشى شاكر كالسراب
نهضت من مكانها وهى تتألم ماذا فعلت له ايها اللعينة
قالت ديان ببساطة وهى مسترخية تماما
اخبرته اننا يهود...ثم قهقهت بصوت عالى هؤلاء العرب عنصريون
لطمتها ويندى على وجهها
- من انت ايتها الحشرة حتى تتدخلين بحياتى
كان غضب ديان قد وصل مداها امسكت ويندى كالعصفورة ولكمتها بعنف فى وجهها عدة مرات..انكسرت بعض اسنانها وامتلئ فمها بالدماء
استيقظت سامنتا وتوماس على صراخ ويندى المذعورة
ولم تصدق سامنتا ان تتعرض ويندى لهذا الاعتداء الوحشى فى منزلها
صرخت فى جنون توماس اطلب الشرطة لهذه الكلبة
رددت ديان فى ذهول وصدرها يعلو ويهبط جراء المشاجرة
شرطة
نظر لها توماس بتشفى
احضر حقيبتها وملابسها المبعثرة .القاها خارج الشقة وامر ديان صارخا اخرجى..بينما انشغلت سامنتا فى ويندىالفاقدة الوعى وهى تصرخ توماس احضر الاسعاف
لملمت ديان ملابسها القليلة ..خرجت من البناية..انبئها البرد القارص انها نسيت سترتها بالشقة ..نظرتللبناية نظرة خاوية..ثم مضت لا تلوى على شئ
بكت بشدة وقد ارهقها السير ..جلست على الرصيف واخرجت هاتفها..بحثت عن الرقم الذى تركه لها حاييم موفاز للتحدث اليه للضرورة القصوى
رد الصوت القوى ..ديان هل من خطب ما
- لقد طردتنى سامنتا وهى ستطلب الشرطة ..ضربت ويندى بشدة..ارهقوا اعصابى حاييم
- اين انت ردد بعد وهلة قصيرة
نظرت للمكان حولها
- شارع دينزل
- حسنا ديان ابقى حيث انت..نصف ساعة سيكون عندك احدهم
بقيت ترمق السيارات المارة والبرد يكاد يفتك بها فى هذه الساعة المبكرة..سعدت الصوت الذى انبعث من الفراغ
- ديان
كان طويل القامة قمحى الملامح..ضيقت نظرتها قبل ان يهتف
- رافى عومير
دلفت للشقة الصغيرة التى يسكنها رافى ...كانت ترتعش من البرد
هتفت رافى يا لا ديان المسكينة ..كيف تخرجين هكذا فى البرد
احتضنها برقة وهو يدلك ذراعها العارية ..شعرت ديان بشئ من الطمأنينة وهى تلقى برأسها على صدر رافى وصوته الحنون يردد
اهدئى يا صغيرتى .. لاذت به اكثر..كانت تشعر بالضياع..حينما بدأ فى مداعبتها وتقبيلها ..نفرت ديان وازاحته بعنف
هتف بدهشة اهدئي ..فقط كنت اساعدك ثم قال بمرح ما رأيك فى افطار من ارض الوطن ..ردت بخمول
لا بأس
امضت بقية النهار فى الاستماعلمحاضرة رافى فى كيفية الهدوء ومسك الاعصاب بعد ان تلقت مكاملة توبيخية منحاييم..ان الامر فى القاهرة لن يمضى على هذا النوع..المصريون لايرحمون..فلاتجربى هذا العنف مرة اخرى.
فى المساء كانت قد هدأت تماما ورافى يدخل من الباب
لقد سويت الامر مع سامنتا..احضرت لك جواز سفرك الامريكى
تسافرين على طائرة الغد عصراً.
اخذت جواز السفر..ورافى ينظر لها بشهوانية ..هل اطلب للك بيتزا معى ديان
- نعم افعل