عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2013, 11:39 AM
المشاركة 14
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الفصل السادس
لما ارك منذ زمن ديان العزيزة
نظرت لها ديان نظرة جانبية دون ان تجيب ..بدأ الهواء البارد يغزو سيارتها
تمتت يائيل بتافف:-
هل اغلقت النافذة ديان..يكاد البرد يأكلنى
حينما لم تجب ديان واستمرت فى القيادةمتجاهلة يائيل وغارقة فى افكارها
صرخت يائيل :-
اوقفى السيارة ايتها الحمقاء..تغيبين سنوات ثم تغرقينى فى الصمت والبرد

اوقفت ديان السيارة على احد الطرق المؤدية لاحدالشواطئ الخالية فى هذا الوقت من السنة
نزلت يائيل تتمايل وقد خلعت حذائهاوهى تدندن بلحن شرقى ذائع الصيت لزوهير ارجوف:-


الينور كم انت جميلة- العالم يراك جميلة- انى تعيس تماما- لا اعرف نهاية لهذا الحب سوى الحزن


اتكئت ديان على السيارة وهى تشعل سيجارتها التى عابثها الهواء كثيرا.ترقب رفيقة طفولتها وهى تتمايل وتطوح شعرها الطويل فى الهواء

قالت بتسلية:-
مازلت تعشيق الاغانى الشرقية يائيل
ضحكت يائيل ضحكة عبثية
اننا يهود شرقيون يا عزيزتى – اننا السفارديم مواطنوا الدرجة الثانية
اقتربت منها وهى تتطوح ..ورغم ذلك كنت تعاملين معاملة افضل منى يا ديان فى الكيبوتس ..لعلها اموال امك التى كانت ترسلها من امريكا
هزت ديان راسها نفيا وهى تأخذ نفسا عميقاً
انت مخطئة تماما يا عزيزتى كم تخطئين ..اسمى يكشف عن نصفى الشرقى.اخذت نصيبى الكافى من الصفعات والركلات ....لكن يائيل من ذرع لديك وهم كونك شرقية
ضحكت يائيل بخفة
تربيت فى الكيبوتس منذ الولادة – تخلت عن امى وكنت اسمع دائما
-
امها ليست يهودية
ثم رفعت يديها فى الهواء
انا ابنة الخطيئة وضحكت بهستريا

العرب يهربون من خطيئتهم اما اليهود فيتفاخرون بها ثم عادت للغناء مرة اخرى وديان تسمعها صامتة


حينما قاربت سيجارة ديان على الانتهاء دفنتهابقدمها فى الرمال

هيا يائيل – سأعيدك مكانك
- ماذا...هل هذا كل شئ

- اه بالطبع سأدفع لك


ابتسمتوهى تنظر اليها فى استهزاء--ركلتالموج والرمل المبلل بقدمها العارية ثمجلست وبعدها نامت بكل كسل على الرمال وهى ترقب سماء تل ابيب المظلمةوتغمض عينيها وتتنهد بخفوت

تعالى ديان ..اتذكرين كم غفونا على الشاطئ بعد خروجنا من الكيبوبتس اللعين..اديت انت الخدمة العسكرية وهربت انا وحبست ستة اشهر
جلست ديان بجانبها وهى تتكئ بمرفيقها على ركبتها لم تكن أيامه كلها سيئة يائيل
تقلبت يائيل على جانبها
بل كانت كلها شقاء بالنسبة لى..وانتهت بكارثة
- مازلت تذكرين هذا الحادث حبيبتى يائيل
- سأتذكره حتى أخر أيامى ديان
- أخبرتك الا تذهبى معهم لهذه الحفلة اللعينة لم تكن مجموعة تثقين فهم
- تنهدتيائيل بخفوت لم تكن فجيعتى فى اغتصابى ولا انتهاك ادميتى بل تلك الثورةعلى من قبل قادة الكيوبتس اتهمونى بالكذب وتلفيق الامر-وانتهت بطردى منهناك..من هذه الحشرة التى تلطخ سمعة الكيبوتس الذى اخرج النخبة فى اسرائيل- حتى انت ديان وقفت صامتة
- لقد بحثت عنك يائيل ولم اترك – طلبت منك مررا ان تسكنى معها وان تكملى تعليمك الجامعى..وعرضت عليك ليلى نفس العرض تكرارا
- قامت يائيل واعتدلت ..اه تلك العربية الحمقاء ...افضل مهنتى كفتاة متعة ديان ثم قهقهت بصوت عالى
- قاطعتنى ايتها الجاحدة حينما تزوجت ابنها..اين اميرك العربى
انفصلنا يائيل- لم نكن مناسبين
- صعقت يائيل- لا تنسى ديان انى حذرتك- هكذا هم العرب خائنون..ربت على يدها يا حبيبتى المسكينة ديان كنت هائمة به
- لا عليك يائيل فقد تجاوزت كل هذا – بل لدى صديق – صديق اسمه راؤول
- هزت يائيل – اه هنيئا لك – قالت وهى تنفض الرمل عن ثوبها القصير هل اعدتنى مكانى عزيزتى – لم اجنى الكثير الليلة

- هتفتديان وهى تغالب الدمع لا عليك يائيل سأدفع وقتك كما وعدتك- لقد اشتقت اليك بعد سنوات- منعنى هو ان ارك فيها


غمزت يائيل بعينها – دعينا ننسى اننا اليوم يهود وتغاضى عن الدفع ..انا ايضا اشتقت اليك ديان كثيرا

حينما تركتها ديان وقادت سيارتها بعيدا ..دمعت يائيل وغصة فى حلقها واعماقها تفور بغيظ
حمقاء ديان جمقاء وغبية
لم تذكر لديان ابدا..ان خالد كان يعطيها المال كى لا تبيع جسدها..لم تفهم ابدا اصراره على هذا كانت تلقى المال فى وجهه وتشتمه
انصرف ايها العربى القذر
فلا يرد اهانتها ابدا
بل يجمعه ويضعه فى يدها
لم يطلب منها شيئاً
وحينما انقطعت زيارته منذ اشهر شعرت انه يأس منها
هتفت فى اعمقاها

اين انت يا خالد؟


فتحت ديان باب شقتها بسرعة ثم تجاهلت جرس الباب الملح لليلى

اطفئتكل الانوار بعد ان هاتفت حاييم ..كانت زيارتها لرفيقتها يائيل اخر خيوطتمردها ..لم يحب خالد يائيل مطلقاً ..طردها فى اول زيارة لها عندهم حينماعرف بكونها فتاة ليل0 ولم تشفع لها دموع ليلى
انها فتاة مسكينة وينبغى مساعدتها
اغمضتعينيها ونامت بعمق فهى لم تنم منذ البارحة متجاهلة تماما ليلى التى جلستعند بابها تنوح ثم جرت جسدها جرا الى شقتها والحيرة تأكل صدرها----

######




فى مطار جى اف كيندى وقفت ديان ترقب المرأة.. الانيقة الطويلة- امريكية غنية حتى النخاع..وبجانبها تلك الصبية الشقراء تقف فى دعة ..هؤلاء لا علاقة لهم ابداً بحياة التقشف التى عاشتها فى الكيبوتس
لم تتقدم خطوة منهما وانتظرت
تقدمت سامنتا بتردد وهى تقول بشك
ديان..
هزت راسها بنعم
سامنتا
لم يكن ثمة عاطفة تجمعهما ولم يقطع الصمت بينهما سوى تأفف ويندى الواضح
هل ذهبنا سام لدى موعد بعد ساعة
نظرت اليها ديان نظرة صاعقة وهى تحمل حقيبتها وسامنتا تهتف
دعيها حبيبتى سيحملها احدهم
ويندى هل صافحت شقيقتك