من هي عائلة الكاتب الحقيقية؟
بعدما ينتهي الكاتب من تأليف كتابه الأول أو ربما يكون العاشر ولم لا، عندها يكون أمام خيار أن ينشر الكتاب مباشرة مع إحدى دور النشر(تعنى بالكتب وليست تلك المختصة في نشر الخشب) أو أن يشارك به في إحدى المسابقات للكتب غير المنشورة سابقا، هذا إن تمكن طبعا من معرفة المدرسة الأدبية التي ينتمي إليها المحكمون حتى يقدم لهم نصوصا على المقاس..أجل فهم يمقتون الكتابة العفوية، سيعتبرونه هاويا آنذاك ويسقط من حساباتهم.
ربما يفوز كتابه في المسابقة وتتهاطل عليه الدعوات من الفضائيات التي تريد أن تجري حوارا معه عن إنجازه العظيم وفتوحاته اللغوية التي لم يسبقه إليها أي من الكتاب السابقين واللاحقين!
يظن المسكين أنهم بذلك سيدعمونه في مسيرته، يظن أنهم يقدسون نصوصه وسيصنع كتابه الحدث إلى الأبد..
لكن الذي يحدث فعلا هو أن تلك الفضائيات ستسرق منه لحظة الفوز دون أن يشعر، ستسلبه تلك اللذة والنشوة الغامرة، هي لا يهمها الكاتب ولا محتوى الكتاب، هي تبحث عن أي خبر يصنع الحدث فتقوم بنقله قبل أن يفقد بريقه، القنوات تحب الإثارة وسيكون الكاتب ضحيتها هذه المرة.
عندما يفقد الكاتب اهتمام دور النشر والفضائيات، هناك فقط يعرف من هي عائلته الحقيقية..إنهم الكتاب مثله حتى وإن كانوا من قرون خلت، إنهم خير أنيس فهم يشعرون به وبمعاناته، بغربته وعذاباته، هم فقط من لا يهمهم بريق الإسم، هم عائلتك...سيلمع إسمك عندهم إلى الأبد..
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 04-23-2022 الساعة 07:38 AM
سبب آخر: تعديل ولما لا؛ فحقها لِمَ لا .. وكل كلمة (اسمٍ) وردت يجب حذفُ همزتِها