عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2013, 01:17 PM
المشاركة 934
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وألان مع عناصر القوة والجمال في رواية 14-الشراع والعاصفةحنا مينهسوريا


- في روايته ( الشراع والعاصفة) استطاع الروائي السوري حنا مينه رصد إحدى المراحل التاريخية القاسية التي عاشتها البلاد العربية أثناء الحرب العالمية الثانية، وخصوصاً على طول السواحل السورية.
- إذ ندخل معه عبر روايته (الشراع والعاصفة) إلى حكاية مدينة سورية يختلط فيها مجموعة من الأحداث المحيطة بالواقع تعكس أبرز التناقضات التي كانت تسود مجتمعنا غير المتجانس.
- ذلك من خلال يوميات رجال البحر في صراعهم المفاجئ مع العاصفة، متجاوزين ظروفهم الاجتماعية المتقلبة متسلحين بإرادة البشر بالعيش الكريم والمغامرة.. ‏
- موضوع الرواية جاذب درامياً وفيها أساس لعمل سينمائي كبير
- شخصية (الطروسي) التي يجسدها الفنان جهاد سعد تمثل شخصاً يحمل في داخله روح الثورة لأنه رومانسي وابن بيئة فقيرة واستطاع بفقره أن يحقق شيئاً ما، هذا الحلم الذي حققه في أن يرحل عبر سفينة تخالف في مسارها رغبة الأقدار فتتحطم في الطريق إلى الحلم ولكن رغم ذلك لا يتحطم أمل (الطروسي) في أن يحقق ذاته كما رسمها حنا مينه في الرواية (الأمل موجود دائماً عبر الأفعال). ‏
- أغنى حنا مينه فضاءاته السردية في حبكة الرواية،.
- يتميز الطروسي عن باقي الشخصيات الأخرى بالاستمرارية على مستوى السرد وعلى مستوى القصة. فكل الأحداث المسجلة في الرواية لها مرجع واحد هو هذه الشخصية : كمشارك، أو متفرج، أو صاحب مصلحة، أو موضوع لفعل ما.
- روايته " الشراع والعاصفة" وهي رواية تمجد الفعل الإنساني وتبارك روح التحدي والمغامرة لأجل الآخرين الكامنة في شخص الطروسي .
- والبحر إذا صار رمزا وواقعا مثار تحدي، ومصهر تنصهر فيه الإرادة الانسانية متخلصة من الأدران فتغدو أكثر قوة وديمومة والإنسان الحقيقي هو الذي يمارس إنسانيته بلا تكلف أو رياء فهو كالماء ينبجس تلقائيا من جوف الأرض، والاستجابة لنداء الضمير في مساعدة الآخرين وهم في لحظة حرجة – حتى ولو كانوا من المسيئين إلينا- هي صفات الطروسي .
- إن سردية رواية (الشراع والعاصفة) كانت بنت مرحلتها ظاهرياً، لكنها في المضمر، كانت بنت هذا الوقت وما يليه، مادام الكلام على البحر- وأدبنا العربي القديم والحديث خال منه تقريباً!-يعد جديداً في مفرداته وتعبيراته، فقبل (الشراع والعاصفة) لم تكن ثمة رواية بحرية، رغم أن العرب جميعاً يعيشون على شواطئ البحار وكل ما كان في القديم نتف من حكايات بحرية سندبادية. ‏
- حين صدرت (الشراع والعاصفة): فكانت ملحمة البحر، أو قصيدة البحر، كما سماها النقاد، وقد نُحت بطلها محمد بن زهدي الطروسي (من أندر المعادن) حسب تعبير الناقد الكبير المرحوم غالي شكري، في كتابه (الرواية العربية في رحلة العذاب). ‏
- ذلك أن سردية (الشراع والعاصفة) تبدو عادية، في القراءة الاطلاعية، وهذه السردية العادية يتوفر لها شرطان، يجعلانها في غير العادية، حتى بالنسبة للقراءة لأجل المطالعة وهذان الشرطان هما: الإيقاع والتشويق، ففي الإيقاع يظهر السرد رهواً حيناً متوتراً حيناً، هادئاً تارة، هادراً طوراً، وفق نمو السياق الروائي، دونما تعسف أو افتعال أو صراخ، هذه الآفات التي تقتل الإبداع لأنها قبلاً تقتل سويته الفنية، أما التشويق فإنه يشد القارئ إلى ما يقرأ، يأخذه إليه، كما الفيلم السينمائي الجيد، ويروضه ما أن تبدأ أحداث الصراع مع البحر، خلال العاصفة التي تنبثق من الصمت جاعلة المركب أو السفينة مثل طاسة مفرغة، مدورة يلهو بها الموج قبل أن تغيبها اللجة في القاع، أو تكتب لها النجاة بشكل ما، خارق غير مألوف وغير مسبوق أيضاً. ‏
- حتى مع استعمال واو العطف، تبقى السردية في هذه الرواية مغايرة للسردية في الروايات المجايلة لها، ومرد ذلك إلى أن رشاقة السرد أو شاعريته، تخفف كثيراً من أثر واو العطف هذه