جَسَد
جزري متعبةٌ فوق البحر
والصمتُ يطوِّقها بسِوارْ
ما مسَّ ضفائرَها الغازون
أو دنَّسَ عِفَّتها بحارْ
ترقدُ هادئةً ليلَ نهارْ
تغسلُها الأنجمُ بالعَبَراتْ
نجمٌ خانته حبيبتُه
تبكيهِ ألوفٌ من نجماتْ
نجمٌ هجرته قصيدتُه
يسَّاقطُ سُحُبَاً من آهاتْ
تشرقُ شمسي فيغيضُ الدمعُ ويبقى الملحُ على الطرقاتْ
جُزُري ذاكرةٌ من جسدي
أصدافٌ ولآلي ومَحارْ
زيتونٌ أعنابٌ صبَّارْ
ومواسمُ عطرٍ من أزهارْ
وأغانٍ ترسمُها أطيارْ
لو نجمٌ يرقدُ في حِجري
ينقضُّ على طُهري إعصارْ
يلثمُ ثغري
فتسيلُ على شفتي الأسرارْ
يعصر صدري
فتثرثرُ ذاكرةُ النهدينِ بما تُخفيهِ من الأخبارْ
لو نجمٌ يكتبُ في وجعي بعضَ الأشعارْ
صحراءُ الصبرِ تطوِّقُني
جدراناً توشكُ أنْ تنهارْ
لو نجمٌ يهتكُ حُجُبَ الظلمةِ حلَّقَ في فَلكِ الأقمارْ
* * *
جسدي آهاتٌ متعبةٌ
ودموعٌ تائهةٌ وحنينْ
وأنا أنثى وجعي لا يعرفُ إلا الصمتَ ...
وجرحي في قلبي سكينْ
أمضغُ شفتيَّ بأسناني
يتفجَّرُ ألماً بركاني
والدهرُ ضنينْ
صدري أشجارٌ ظامئةٌ ، هل يصبرُ في العطشِ النسرين ؟
هل عصفورٌ يقترف المشيَ على الأشواكْ ؟
يلغي أجنحةً تزرعُه فوقَ الأفلاكْ ؟
هل نايٌ يهربُ من شفتينْ ؟
أو نَفَسٌ يسأمُ من رئتينْ ؟
* * *
عاريةً أقبلتُ إليكْ
فازرعني لحناً في شفتيكْ
واجعلني أغنيةً تغفو في ظلِّ يديكْ
واغسلْ أحزانَكَ في صدري
فهنالكَ أطيافٌ كالفجرِ تسافرُ همساً من عينيكْ
8/11/2009