عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2014, 04:48 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
mai ahmd's review Jan 19, 12
5 of 5 stars
bookshelves: روايات
Read in January, 2009
عن goodreads

حين تفكر بقراءة هذه الرواية يجب أن تضع نصب عينيك أنك لا تقرأ عملا اعتياديا يستلزم جهدا مشابها
عليك أن تترك كل حواسك مع الكتاب
المترجم علماني كان متفهما جدا لطبيعة القارىء العربي وربما صعوبة التواصل مع أسماء بهذا الكم وأجيال بهذا العدد فما كان منه إلا أن وضع خارطة للأجيال الستة التي مروا على قرية ماكوندو من أسرة خوسيه أركاديو بوينديا تسهيلا وحتى لا يقع القارىء في لبس الأسماء وهذا يحسب لعلماني كمترجم له باع في الترجمة بلغة سلسة أصبح يتهافت عليها الجميع

الرواية من الروايات العظيمة والتي تقدم دروسا في فن كتابة الرواية السحرية الخالدة أنها لا يمكن أن تكون سوى ملحمة هذه الرواية هي الرواية التي حصل ماركيز بعدها على نوبل وهي الرواية التي ظلت لسنوات عديدة من أكثر الكتب مبيعا في القارة اللاتينية
كتب ماركيز قصة قرية أسرة بوينديا لأجيال عديدة منذ الجهد الذي بذل في بناء قرية ماكوندو
وحتى آخر فرد في سلالتها تلك القرية التي اختير مكانها بعد صعوبات عدة القرية الهادئة التي تنعم بالسلام وحتى توافد الناس عليها وكل مراحل التطور التي مرت بها القرية كانت مرتبطة بألأسرة الآنفة الذكر لم يكن ماركيز مجرد كاتب يعتني بتفاصيل الحدث ولكن في كثير من الأحيان كنتُ أخاله مصور يصور الحالة وويهتم بالكادر ويرتب تكوين الصورة كأجمل ما تكون ثم يطلقها لكي تقع عليها العيون المتشبثة لكل حرف فيها كان من الطريف جدا والمأساوي أيضا ما ذكره ماركيز حول هذه الرواية أنه لم يكن يملك أجر البريد لإرسالها إلى الناشر
يقول: «أرسلتُ مخطوطة «مائة عام من العزلة»، إلى فرانثيسكو بوروا في دار نشر سورامريكا في بوينس آيرس، وعند وزن الطرد طلب موظف البريد أن ندفع 72 بيسوس، ولم نملك غير 53 بيسوس، فقمنا بفصل المخطوط إلى قسمين متساويين، وأرسلنا قسماً منه، وبعد ذلك انتبهنا إلى أننا أرسلنا القسم الثاني من الرواية». وعلق ماركيز: «لحسن الحظ كان فرانثيسكو بوروا متلهفا لمعرفة القسم الأول من الرواية، فأعاد إلينا النقود، كي نرسل له القسم الأول».
تخيلوا لو لم يكن هذا الناشر مطلعا ومتفهما لضيع علينا قراءة هذه الرواية الخارقة!
لا أعرف ماذا أقول هنا الحقيقة ولكن هذه الرواية عالم خيالي لكنه ليس بعيد عن الواقع أنها واقعية جدا بكل شخوصها المجنونة وعثراتهم وتقلباتهم ماركيز يلجأ أحيانا إلى لعبة الخيال لكي يقضي على شخصية انتهى دورها مثل تلك التي طارت بجسدها وروحها إلى السماء أو لعلاج فكرة ما , كوجود الأطباء الغير مرئيين الذين كانت تتراسل معهم أورسولا وفريناندا , كما تذكرت وأنا أقرأ المشهد الأخير وظهور ذنب الخنزير المرتبط بالخطيئة بتلك القصة الكارتونية ماجد لعبة خشبية الذي كان حين يلجأ إلى الكذب يستطيل أنفه
يذكر أن ماركيز من الكتاب الذين تتقاطع فيه روايتهم وهذا شأن الكثير من الكتاب الكبار فهناك باموق وساباتو
وجدت تشابها في أحداث شركة الموز مع أحداث عاصفة الأوراق أول رواية كتبها ماركيز كذلك هناك روايات أخرى للأسف لم أطلع عليها ولكن هناك دائما رابط ما
وصفت إحدى الصديقات هذه الرواية بأنها العالم
وبعد قراءة الرواية قلت أيضا هذه الرواية هي العالم أنها أدق تشبيه ممكن أن يقال عن أحداثها
عالم متشابك متناقض بسيط ومعقد سعادة وألم موت وحياة
قصة المذبحة ومن قبلها حرب التصفية كلها إشارات سياسية واضحة كما كانت تلك الإشارات تومض عندما سأل أوريليانو صديقه عن سبب خوضه للحرب !

غرقت معهم في الطوفان وفي اكتشافات أورسولا وتوقفت عند هذه العبارة حين وجدت ما فقدته فرناندا
اكتشفت أن كل فرد في العائلة يكرر كل يوم دون وعي منه التنقلات نفسها والتصرفات نفسها
بل ويكررون تقريبا الكلمات نفسها في الموعد نفسه وعندما يخرجون عن هذا الروتين الدقيق فقط
يتعرضون للمجازفة بفقدان شيء ما !
وهذا حقيقي جدا
إننا نكرر ما نفعله كل يوم وعندما نخرج من روتيننا المعتاد نضيع !
أما عن تشبيهات ماركيز فالحقيقة أنه لم تمر علي تشبيهات بهذاالجمال والدقة وحسن التعبير ورقة الإحساس
حين يقول كان نحيلا وقورا حزينا كمسلم في أوربا
أو كان يمضي مع التيار بلا حب أو طموح كنجم تائه في مجموعة أورسولا الشمسية
هل قرأتم تشبيهات بهذا العمق !
وما يثير ضحكي جدا هو مجموعة الأطباء الغير المرئيين
لقد أبحر ماركيز في خيالاته السحرية في هذه الرواية إلى كل الإتجاهات تركني ألاحق خيالاته
ياه كم سأفتقد أجواء هذه الرواية سأفتقد جرعات الجنون المركزة داء الأرق الطوفان شجرة الكستناء الأطباء الغير المرئيين السمكات الذهبية حفلات العربدة والولائم الصاخبة حتى النمل والعث
لم أتمنى أن تنتهي تلك الأسرة ولا تلك النهاية ودار في رأسي كل خيالات ماركيز في القرية
وكل أرويليانو
وكل خوسي أركاديو
لقد رحلوا جميعا
ويجب أن أعود إلى الواقع أخيرا !