الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
04-28-2013, 08:11 AM
المشاركة
968
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,766
تابع...
عناصر القوة والتأثير في رواية
-21-
الوباء
هاني الراهب
-
المكان عموما في روايات هاني الراهب إشكالي, فهو موجود ومحدد في
بعضها,وفي الآخر مبهم , فنجد في رواياته الثلاث الأولى أن المكان هو دمشق, وفي
الوباء هو اللاذقية, وفي بلد واحد هو العالم يبدو المكان وكأنه حارة عربية وفي
التلال هو مدينة ,قد تكون دمشق أو القاهرة أو بغداد
...
-
روايته الأخيرة (رسمت خطا
في الرمال) حققت قفزة نوعية في مسيرة الراهب الروائية ففيها تحول المجاز اللغوي إلى
مجاز بنائي تركيبي, ففيها يتداخل المحكي مع نصوص أخرى, في مزج التراث الشعبي مع
الواقع الاجتماعي مع ثقافة الراوي وعصره والتي تنعكس جميعا في مستوى الكتابة,
-
وفيها
يرسم الراهب خارطة تراجيدية للواقع العربي وسط عالم يتفكك ويتقوض, وفيها يستخدم
الروائي خيالا خارقا , ومع ذلك لا يمكن وصف الرواية بأنها خيالية أو فانتازية, فقد
استطاع الراهب توظيف الفانتازيا توظيفا دقيقا لتكون خاضعة لعمل عقلي منظم ش يد من
خلاله البناء الروائي المحكم والمتنامي وحيث تتداخل العوالم الحكائية الخيالية
ببعضها وتتداخل شخصياتها
.
-
فعالم الرواية هو عالم الدول العربية النفطية في
لحظة حرجة وحاسمة من تاريخها وتاريخنا العربي بشكل عام,وهذه اللحظة هي بداية
التسعينيات وحرب الخليج الثانية, وعنها يقول الدكتور حسان عباس : (معمار الرواية
الفسيفسائي وتجاوره للأصوات والأدوار وأنماط الكتابة يؤكد رغبة الراهب بكتابة رواية
أصوات يرتفع فيها مستوى الحكاية من مستوى المشهدية إلى مستوى المفهومية ).
-
فعبر
متاهات الرواية الدائرية يقارب الراهب سيرة أمة , ويرسم صورة قاتمة لحاضر لا يبعث
على التفاؤل, وحيث الزمان يمتد عبر ألف عام وأكثر الشخصيات حرة في المكان , حرة في
الزمان, ستبقى مشدودة إلى الصحراء كل ذلك عبر سخرية لا تثير ابتسامنا بقدر ما تزيد
إحساسنا بالألم والمرارة
.
-
إن زماننا هذا أخيولة هاني الراهب المدهشة يضعها
بين أيدينا في (رسمت خطا في الرمال) كما يرى عباس فيها
.
-
كان لدى هاني الراهب
دائما شعور حاد بأنه ميت أو ربما يموت دون أن يتمكن من الإمساك على التغيرات
العاصفة والعنيفة في شرقنا العربي , روائيا ودون أن يكتمل تعبيره عن هذه الرؤية
,
رؤية التقدم العربي وانكساره وإعادة إنتاج الطغيان بدلا عنه , وما الميل إلى تغيير
التقنيات الروائية من رواية إلى أخرى سوى اختلاف الرؤية الذي يتطلب بالضرورة اختلاف
الشكل,لكن الزمن والمرض العضال لم يعطيا هذا الجسد المقاوم وتلك الروح الوقادة
والوثابة مزيدا من الوقت وفسحة الحياة , فثمة مشاريع مؤجلة وأحلام تنتظر التحقق
,
على الورق المتناثر على الطاولة وفي خلايا الروح والجسد والدم الذي لا زال حارا
طازجا ونظرا فيما كتب الراهب وأنتج من روايات وقصص وترجمات ودراسات وأحاديث صحفية
وتفاصيل حياة
.
رد مع الإقتباس