عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2013, 08:13 AM
المشاركة 964
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...عناصر القوة والتأثير في رواية -21- الوباءهاني الراهب



- وفي رواية رسمت خطاً في الرمال : استمر الراهبفي نقد وتعرية الواقع العربي الفاسد في روايته الأخيرة «رسمت خطاً فى الرمال» والتيتعتبر من أفضل ما كتب خلال مسيرته الروائية، حيث تناول فيها الوضع العربي ككل منخلال رسمه لملامح الغزو العراقي للكويت وما تبع ذلك من احتلال الجيوش الأمريكيةللكويت بذريعة حمايتها من العدو.

- وقد استخدم الراهب في هذه الرواية نفس الأسلوبالذي استخدمه في رواية «ألف ليلة وليلتان» حيث استعان بالتراث ليستحضر شخصيات منه ويلبسها ثوب المعاصرة ليحملها أفكاره الثائرة على الواقع، حيث نجده يسخر من الماضيوالحاضر والمستقبل عبر شخصيتي بديع الزمان الهمذاني وأبو فتح الإسكندري، بلغة ساخرة .

- بعد ذلكينتقل الكاتب للحديث عن الواقع العربي والتغير الذي اعتراه بعد حدوث معجزة النفط،وسعي أميركا للحصول على هذه الثروة بأي شكل، في هذه الصورة نرى الأمريكي يخاطب ربهويطلب منه أن يباركه في الحرب التي سيفتعلها بين العرب للحصول على النفط منهم (ويقصد بها حرب الخليج الثانية.

- هاني الراهب روائي سوري من أصحاب الكلمة الممنوعة والمقموعةوالمغيبة.

- اقتحم بوابة الرواية بثقة وجواز مرور واحتلت نصوصه موقعاً واضحاً فيالأدب القصصي
والروائي السوري والعربي المعاصر.

- وقد نحى منحى جديداً في الكتابةالروائية .

- استفاد كثيراً من مطالعاته وقراءاته في الآداب والثقافات العالميةالمختلفة ووظف كثيراً مما اكتسبه في آثاره وأعماله.

- عاش هاني الراهب في زمنالانقلابات والعواصف والصراعات الفكرية التي أعقبت نكسة حزيران،ومات في الرمال التي غطت أرض الوطن العربي بعد عاصفة الصحراءوالهزيمة الكبرى في العراق، تاركاً ومخلفاً وراءه الصدق والوهج وألم الفقدانووجع الغربة والأسئلة عن الذات والحالة العربية الراهنة.

- يعبر هاني الراهب عن حالة وبؤس الواقعالعربي المأزوم والمهزوم على لسان «أسيان» بطل قصته «المعجزة» فيقول: «إن حياتنااليومية مطبوعة بطابع النذالة والتفاهة والغيظ والمماحكة، وعلينا أن نتخلص من هذاالطابع لتصبح الحياة ممكنة. أعرف أنني أعمق نذالة من الجميع وأكثرها تفاهة وغيظاًوإني فارقت من الخطايا ما يبتلعكم كلكم، لكني من جانب آخر معذور لأني أردت أن أعرفحقيقة الإنسان، إننا جميعاً خطاة ولكننا لن نضيع وقتنا في المحاكمات وإصدار عقوباتالإعدام فالشر بذلك يبقى شراً».

- ويحاول هاني الراهب في نصوصه رسم ونقل هموم وعذابات أبناء جيله ووصف حالة الانهزام والسقوط والتكيف في ظل الهزيمة، ونجده في قصة «الخامس الدائم من حزيران» يحكي عن مجموعة من الشباب المرح الذي يستسلم للهو والرقص للهروب من الواقع ونسيان ما يقلق البال وتنتهي حفلة الرقص بحادثة تقضي على الفرح الكاذب عندما تظهر لاجئة فلسطينية طالبة الخبز لأطفالها الجياع.