عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
16

المشاهدات
3935
 
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


العنود العلي will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
3,363

+التقييم
1.91

تاريخ التسجيل
May 2019

الاقامة
الرياض

رقم العضوية
15830
06-07-2019, 03:42 AM
المشاركة 1
06-07-2019, 03:42 AM
المشاركة 1
افتراضي .. قصة التعمق : حالة فلسفية ..

.. قصة التعمق : حالة فلسفية ..



بالرغم من أن الجميع قد نصحه بخطورة التعمق في قراءة ديانة القدماء إلا أنه لم يستمع إلي أي من تلك النصائح،

قد يقودك شغفك هذا إلى الجنون!

هذا ما قاله له صديقه الحميم وراح يقص عليه قصة ذلك المرشد السياحي الذي أخطا نفس الخطأ-- لقد فقد عقله ولم يعد قادر على مزاولة مهنته ودائما ما يشاهده وهو يكلم نفسه هاذيا أحيانا بالعربية وأحيانا أخري بالألمانية وكل هذيانه عن الديانة المصرية القديمة.

ضحك وقال لنفسه: فليكن.

كانت الرغبة الجارفة في الفهم والمعرفة قد اجتاحته بشكل كبير ووصل لمرحلة لم يكن يمكن أن تجدي معها أي نصيحة، لقد أصبح مثل المجذوب الذي يهيم مع الحضرة تاركا لروحه العنان لأن تحلق في سماء العشق، يظل يهيم في الذكر يسرة ويمينة ولا يستجيب للنداءات التي تحذره صائحة حتى يسقط مغشيا عليه، وإذا ما أفاق تراه يعيد الكرة من جديد كأنه يريد أن يصل إلى الحالة التي حذره الآخرون منها.

انغمس في قراءة الديانة القديمة بل تعمق في دراستها وفي فلسفتها، قضى شهورا وهو يتنقل من كتاب إلى آخر لا يعرف عن ماذا يبحث أو ما الذي يريد أن يفهمه؟!

في تلك الليلة عثر على أحد الكتب القديمة المترجمة إلي العربية، الأوراق كانت صفراء قاتمة قضي ليلته يقرأ ويحلل ويقارن ويدون الملاحظات، توقف كثيرا عند الباب الذي تحدث عن القلب في الديانة المصرية القديمة.

القلب وفقا للقدماء هو عضو التفكير والإحساس لذا فلقد كان يعد أهم الأعضاء في جسد الإنسان بل أكثر أهمية من المخ، واعتقد القدماء أن الدم الذي يضخه القلب إلي سائر الأعضاء ما هو إلا مجموعة من الرسائل أو الأوامر العصبية التي يبعث بها العضو الحاكم ألا وهو القلب إلي سائر الأعضاء.


راح يقرأ ويقرأ حني وصل إلى المحاكمة الأخيرة للميت وهي التي يتم فيها وزن القلب بريشة العدل؛ والتي تحدد وزن القلب فيجب أن يكون القلب أخف وزنا من الريشة ليكون الشخص صالحا ويستحق الذهاب إلى الفردوس.

أما إذا كان قلبه أثقل من الريشة فمعنى ذلك أنه شخص مذنب ذو قلب ثقيل محمل بالخطايا فينال العقاب بأن يبتلع ذلك الحيوان الخرافي الواقف بجوار الميزان قلبه، فيحرم من التمتع بالحياة الأخرى لأنه لم يعد له قلب.

توقف كثيرا عند هذه الفكرة وسأل نفسه سؤالا حيره الليل بطوله:
هل القلب كائن مستقل عن الإنسان أم جزء منه؟

بمعني لو أن القلب انفصل عن الجسد ووضع في جسد آخر هل يكتسب ذلك الآخر نفس المشاعر والأحاسيس والأفكار؟

ساعات قضاها يفكر في إجابة ذلك السؤال حتي أصابه الجنون والتلعثم ثم أدركه التعب وبدأ الخدر يسري إلي أوصاله، حتى نام بعمق
لا يعلم إن كان سيستيقظ أم لا ..

مما راق لي


وحيدة كالقمر