عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2019, 10:50 AM
المشاركة 188
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
وخرج قريب بن مرة الأزدي وزحاف الطائي. كانا مجتهدين بالصرة في أيام زياد، فاعترضا الناس، فلقيا شيخاً ناسكاً من بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار فقتلاه، وتنادى الناس، فخرج رجل من بني قطيعة من الأزد بالسيف. فناداه الناس من بعض البيوت: الحرورية، انج بنفسك. فنادوه: لسنا حرورية، نحن الشرط فوقف فقتلوه.
وبلغ أبا بلال خبرهما، وكان على دين الخوارج، إلا أنه كان لا يرى اعتراض الناس، فقال قريب، لا قربه الله من الخير؛ وزحاف، لا عفا الله عنه، فلقد ركباها عشواء مظلمة.
ثم جعلا لا يمران بقبيلة إلا قتلا من وجدا فيها، حتى مرا ببني علي ابن سود، من الأزد. وكانوا رماة، وكان فيهم مائة يجيدون الرمي. فرموهم رمياً شديداً، فصاحوا: يا بني علي، البقيا، لا رماء بيننا. فقال رجل منهم:
لا شيء للقوم سوى السهام ... مشحوذة في غلس الظلام
فهربت عنهم الخوارج. فاشتقوا مقبرة بني يشكر حتى خرجوا إلى مزينة. واستقبلهم الناس فقتلوا عن آخرهم.
ثم عاد الناس إلى زياد، فقال: ألا ينهى كل قوم سفهاءهم. فكانت القبائل إذا أحست بخارجي فيهم أوثقوه وأتوا به زياداً، فمنهم من يجبسه ومنهم من يقتله.
ولزياد أخرى في الخوارج أنه أتي بامرأة منهم فقتلها، ثم عراها، فلم تخرج النساء إلا بعد زياد، وكن إذا أرغمن على الخروج قلن: لولا التعرية لسارعنا.