عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2014, 02:25 PM
المشاركة 1240
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

تابع ...

والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 67- الظل والصدي يوسف حبشي الأشقر لبنان

- بالأمس وصلت "مظلّة الملك" ليوسف حبشي الأشقر، هذا الروائي العربي الرائد إلى ملايين القارئين تحت مظلة "كتاب في جريدة".

- وهو حدث روائي عربي بامتياز قبل أن يكون تحيةً وتكريماً لهذا المبدع الذي كان بعيداً عن الأضواء إلا ما تثيره الطلقات النارية والانفجارات من ضوء يخترق عزلته في "كفرملات" في جبل لبنان، أثناء الحرب الأهلية في أواخر القرن المنصرم والتي كان في كل حرف يكتبه يرفع يد إدانة وصمتَ صرخة بوجهها..

- لقد ظل يوسف حبشي الأشقر ابن القرية والجبل متأبطاً المدينة بركامها وأضوائها ودهاليزها لا يأبه لذلك إلاّ عندما يخترق بنظرته اللافتة وريشته المبلولة بالدمع والدم في رسم صورة لبنان يومذاك، متوارياً في رسالة لزوجة هجرتْ، أو لأبناء تمرّدوا أو لأم وأب ظلاّ مُحصَّنَين ضد الرصاص بالبراءة والحب، حتى الموت.

- إنها المرّة الأولى التي أكتب فيها عن كتاب أو كاتب صدر في "كتاب في جريدة" وتلك حيادية أحرص عليها وطبّقتها منذ الإصدار الأول ونحن اليوم بعد عشرة سنوات في الإصدار الـ105,.
ترى هل أن نص يوسف حبشي الأشقر وحده هو الذي حرّضني أم تقف وراء ذلك أسباب أخرى؟

- في الواقع أنني نادراً ما قرأت قصصاً بحساسية شعرية ولغة تكاد تتماهى مع الأحداث والأشخاص بهذه الشفافية والتلقائية وهو ما يمنح لهذا الروائي خصوصيّة أولى.

- ما زال حبشي الأشقر يتربع على قمة جبل عالٍ ناءٍ ليس في لبنان وحسب إنما في الرواية العربيّة،

- إنه المفاجئ الذي يستجوبك منذ الصفحات الأولى لتكتشف أنك متأخر جداً في علاقتك مع الفن الذي يقدمه والبلد الذي ينتمي إليه في حين لا تحس أن ما يحدث لك يعنيه في شيء ما..

- ثم تجد نفسك أنت الآخر تتماهى بسحر لغته ولقطاته في حيثيات قصصه وبانكفاءات أبطاله وانفعالات شخوصه.. يقودك بقوة إليه دون أن يشعرك ولا بأدنى حاجة لذلك.

- لم أرَه، وسمعت عنه الكثير، وقد لامني ـ أقولها الآن على حق ـ العديد من الأصدقاء اللبنانيين بالأخص الذين يعرفونه عن تأخر صدور عدد له في "كتاب في جريدة" ولا أريد الآن الدخول في هذا الشأن، ولكنني أريد أن أؤكد بهذه المناسبة بأن يوسف حبشي الأشقر كان يجب أن يكون الروائي الأول الذي يصدر عن لبنان في "كتاب في جريدة".. ليس في ذلك إساءة لأحد ولكن تصحيح لمسار.

- أستطيع أيضاً أن أضيف وهذه معلومة لا يمكن أن يقدمها أحد سواي في "كتاب في جريدة" وهي ردود الأفعال الخاصة بكل إصدار وفيما يخص هذا الإصدار فإنني تلقيت عربيّاً أصداءً وحماساً يرقى إلى فرادة وأهمية هذا النص.

- هذا من ناحية كما أنني أردت لهذا الإصدار أن يأخذ أهميّة مزدوجة لا تنبع فقط من مكانته الروائيّة كما هو معترف بها من كل من قرأ هذا النص ولكن هذه المرّة أردتها باسم "كتاب في جريدة" رسالة إلى كل لبناني يعيش اليوم هاجس ورعب الانزلاق نحو هاوية لم يخرج البلد بعد كليّاً من كوابيسها ومآسيها وهي الحرب الأهلية مع موكبها من المآسي والكوارث..

- وقد وجدت في قصص يوسف حبشي الأشقر أعلى نموذج لصرخة إنسانية من لبنان إدانةً للحرب وويلاتها ومن ثم لتعبر حدود لبنان إلى العالم العربي وكل إنسان..

-إنه نص اليوم في حاضرتنا التي تتشدق بالدم والدمع تحت شعارات وأقنعة لم تعد تخفي عمق الهول والمأساة التي تتخبّأُ وراءها.

- جاء نص حبشي الأشقر تواكبه رسوم رائعة لـ جنان مكي باشو الفنانة اللبنانية التي هي الأخرى عرفت كيف بشظايا القنابل أن ترسم صرختها ضد الحرب وكيف تصور خريطة بيروت مشطورةً كجسد يدمى لتقف مع نص الأشقر في عناق خلاّق من أجل لبنان.

- إن يد يوسف حبشي الأشقر التي ترتفع فوق ركام تراجيديا الحرب اللبنانية السابقة تواكبها شظايا" جنان مكي باشو يحملها "كتاب في جريدة" هذا اليوم لكي تكون الصوت اللبناني المتعدد الأعمق الذي يعلمنا أن لا ننسى وأن نمضي معاً

==
من مقال بقلم : شوقي عبدالأمير