عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2014, 10:20 PM
المشاركة 1235
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع.....والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية 66- عائشة- العابرون البشير بن سلامة تونس


- تحكي رواية "عائشة" حكاية عائشة التي ولدت لأب انتقل حديثاً من الفقر والضعف إلي الغني والسلطة عقب ارتباطه بالحكام التونسيين. لكن الحياة الناعمة لم تدم وانقلبت رأساً علي عقب مع هجوم الاحتلال الفرنسي، فغيّر نفسيات البشر وعلاقاتهم.

-ويقترب الراوي في هذا العمل من شخصية عائشة، فيسرد قصة حبها لسالم وفقدها عذريتها لتظل رهينة الخوف، الذي يقدم وجهاً آخر للمجتمع، حتي تأتي لحظة الزواج من خالد في هذا العمل، يمكن أن نقرأ عن الأنثي صانعة الأحداث وراوية الحكايات التي تتخفي عادة وراء الرجال.

- كذلك نقرأ صورة الأب الذي يكبر وتعتليه الشيخوخة بضعفها وجبروتها من ناحية أخري. وفي الخلفية، نجد عائشة وإخوتها حيث يكبرون مع تطور الحكي.

- تعد رباعية "العابرون" كما قدمت لها دار الشروق المصرية واحدة من أهم روايات الادب التونسي المعاصر. تدور أحداثها في القرن الذي يسبق استقلال تونس وتتناول في ذلك تاريخ عائلتين تونسيتين اختار الكاتب من بين افرادهما اربع شخصيات وضع على كل رواية من الرباعية اسم احداها. وجاء ترتيب صدورها كالتالي : "عائشة" سنة 1982 - "عادل" سنة 1991 - "علي" سنة 1996 - "الناصر" سنة 1998.

- في مرحلة أولى يجتمع الابطال الاربعة في رواية "عائشة" ربما لعديد نقاط الارتباط والتواصل فيما بينها ثم تنفرد فيما بعد كل شخصية بخصوصيتها في عمل روائي منفرد دون ان تتفكك الاحداث والوقائع لكل من اجزاء الرباعية.

- عائشة ولدت لاب انتقل حديثا من الفقر والضعف الى الغنى والسلطة بعد ارتباطه بالحكام التونسيين لكن تلك الحياة الناعمة الهادئة لم تلبث ان انقلبت رأسا على عقب حينما هاجم الاحتلال الفرنسي تونس فغير - فيما غير - في نفسيات البشر وعلاقاتهم.

- عادل ظهر أولا في رواية "عائشة" شخصا ينزع الى العزلة والتأمل. وبعد انضمامه في مرحلة أولى للحزب الدستوري لاعتقاده بان الحبيب بورقيبة ورفاقه يمثلون مستقبل الامة عاد في مرحلة لاحقة الى الهامش حتى جاء يوم 9 افريل 1938 فيتم القبض عليه في احدى صالات القمار في حين ان تهمته الحقيقية انه شوهد في احدى المظاهرات التي عمت البلاد يومها مطالبة ببرلمان تونسي فكان ما حدث ايذانا بالتغيير في تاريخ البلد كما كان تغييرا في حياة البطل.

- علي كان على موعد مع الاحداث الكبرى حتى يوم وفاته في احداث جانفي 1978 يوم قامت أكبر تحركات الطبقة العاملة التونسية وواجهتها السلطة بالقمع. تصلنا مسيرته ومجرياتها من خلال مذكراته التي يعثر عليها حفيده عبد اللطيف ليعيد صياغتها في شكلها الروائي وينقل للقارئ شهادة على قرن مشحون بالاحداث والصراعات .

- أما الناصر فقد عاش طفولته في ألم واضطهاد وشبابه في سجن وانحراف وظل يبحث عن هويته التي سلبها منه تعليمه الفرنسي حتى وجدها في قلب النضال ضد المحتل فانخرط في صفوف المدافعين عن استقلال الوطن.