عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2014, 01:58 PM
المشاركة 1234
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ..... العناصر التي صنعت الروعة في رواية 66- عائشة- العابرون البشير بن سلامة تونس


- عائشة رواية تحكي قصة فتاة عاشت في خضم من الاحداث القاهرة تتقاذفها أمواج مجتمع متقلب مهزوم، أضاع فيه افراده وراحوا يعبرن هذه الحياة تجرفهم عواصف لا طاقة لهم بها و توحركم نوازع لا قدرة لهم على السيطرة عليها.

- الأسلوب مختلف و جديد كما ان التفاصيل نفسها للحياة في تونس في ذلك الوقت جديدة جدا ..

- شعرت اني كاجنبية تقرأ لمحفوظ مثلا!

- تفاصيل الحياة و البيوت و الناس .. حتى الألفاظ المستخدمة في الرواية و المفردات كانت جديدة و شيقة بالنسبة لي

- و اسلوب الكاتب في السرد و الطريقة التي أنهى بها الرواية لكي يدفعك دفعا لشراء باقي اجزاء الرباعية لكي تتضح لك الصورة الكلية لتلك العائلة "الغريبة" ان جاز لي القول.

- فحقا هناك الكثير من التصرفات التي صدرت من كثير من الشخصيات لم يكن لها مبررا و لا دافعا اللهم إلا ان كان يقصد التأكيد على مبدأ الإزدواجية في نفوس البشر كما في الحياة و كما في السياسة و كما في كل شيء تمسه يد الانسان

- و ان كانت هذه حقيقة في كثير من الأحوال مع كثير من الناس إلا اني لم اقتنع بالطريقة التي عرضت من خلال الرواية للتأكيد على حقيقة الإزدواجية تلك .. بل تكاد تكون أشعرتني بالنفور من الشخصيات و لم أجد أي تعاطف داخلي تجاه اي منهم مهما كانت مأساته.

- و لكني أظن اني ساستكمل اجزاء الرباعية فقط لأكون رأيا شاملا منصفا و لاني اعجبت بالجو الذي وُضعت فيه من خلال اول الأجزاء .

- تحكي رواية "عائشة" حكاية عائشة التي ولدت لأب انتقل حديثاً من الفقر والضعف إلي الغني والسلطة عقب ارتباطه بالحكام التونسيين. لكن الحياة الناعمة لم تدم وانقلبت رأساً علي عقب مع هجوم الاحتلال الفرنسي، فغيّر نفسيات البشر وعلاقاتهم.

-ويقترب الراوي في هذا العمل من شخصية عائشة، فيسرد قصة حبها لسالم وفقدها عذريتها لتظل رهينة الخوف، الذي يقدم وجهاً آخر للمجتمع، حتي تأتي لحظة الزواج من خالد في هذا العمل، يمكن أن نقرأ عن الأنثي صانعة الأحداث وراوية الحكايات التي تتخفي عادة وراء الرجال.

- كذلك نقرأ صورة الأب الذي يكبر وتعتليه الشيخوخة بضعفها وجبروتها من ناحية أخري. وفي الخلفية، نجد عائشة وإخوتها حيث يكبرون مع تطور الحكي.

- تعد رباعية "العابرون" كما قدمت لها دار الشروق المصرية واحدة من أهم روايات الادب التونسي المعاصر.

- تدور أحداثها في القرن الذي يسبق استقلال تونس وتتناول في ذلك تاريخ عائلتين تونسيتين اختار الكاتب من بين افرادهما اربع شخصيات وضع على كل رواية من الرباعية اسم احداها. وجاء ترتيب صدورها كالتالي : "عائشة" سنة 1982 - "عادل" سنة 1991 - "علي" سنة 1996 - "الناصر" سنة 1998.

- في مرحلة أولى يجتمع الابطال الاربعة في رواية "عائشة" ربما لعديد نقاط الارتباط والتواصل فيما بينها ثم تنفرد فيما بعد كل شخصية بخصوصيتها في عمل روائي منفرد دون ان تتفكك الاحداث والوقائع لكل من اجزاء الرباعية.

- عائشة ولدت لاب انتقل حديثا من الفقر والضعف الى الغنى والسلطة بعد ارتباطه بالحكام التونسيين لكن تلك الحياة الناعمة الهادئة لم تلبث ان انقلبت رأسا على عقب حينما هاجم الاحتلال الفرنسي تونس فغير - فيما غير - في نفسيات البشر وعلاقاتهم.

- عادل ظهر أولا في رواية "عائشة" شخصا ينزع الى العزلة والتأمل. وبعد انضمامه في مرحلة أولى للحزب الدستوري لاعتقاده بان الحبيب بورقيبة ورفاقه يمثلون مستقبل الامة عاد في مرحلة لاحقة الى الهامش حتى جاء يوم 9 افريل 1938 فيتم القبض عليه في احدى صالات القمار في حين ان تهمته الحقيقية انه شوهد في احدى المظاهرات التي عمت البلاد يومها مطالبة ببرلمان تونسي فكان ما حدث ايذانا بالتغيير في تاريخ البلد كما كان تغييرا في حياة البطل.

- علي كان على موعد مع الاحداث الكبرى حتى يوم وفاته في احداث جانفي 1978 يوم قامت أكبر تحركات الطبقة العاملة التونسية وواجهتها السلطة بالقمع. تصلنا مسيرته ومجرياتها من خلال مذكراته التي يعثر عليها حفيده عبد اللطيف ليعيد صياغتها في شكلها الروائي وينقل للقارئ شهادة على قرن مشحون بالاحداث والصراعات .

- أما الناصر فقد عاش طفولته في ألم واضطهاد وشبابه في سجن وانحراف وظل يبحث عن هويته التي سلبها منه تعليمه الفرنسي حتى وجدها في قلب النضال ضد المحتل فانخرط في صفوف المدافعين عن استقلال الوطن.