عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2014, 08:46 AM
المشاركة 1233
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية 66- عائشة- العابرون البشير بن سلامة تونس

- رباعية «العابرون» واحدة من أهم روايات الأدب التونسي المعاصر.

- تدور أحداثها في القرن الذي يسبق استقلال تونس. وتتناول في ذلك تاريخ عائلتين تونسيتين اختار الكاتب من بين أفرادهما أربع شخصيات، وضع علي كل رواية من الرباعية اسم إحداها. وجاء ترتيب صدورها كالتالي: «عائشة» 1982، «عادل» 1991، «علي» 1996، «الناصر» 1998. «العابرون» بأبطالها وشخوصها العديدة هي نوع من التاريخ الروائي للمجتمع التونسي في تلك الفترة المهمة من تاريخ البلاد.

-ولدت «عائشة» لأب كان قد انتقل حديثًا من الفقر والضعف إلي الغني والسُّلطة بعد ارتباطه بالحكّام التونسيين. لكن تلك الحياة الناعمة الهادئة لم تلبث أن انقلبت رأسًا علي عقب حينما هاجم الاحتلال الفرنسي تونس فغيّر - أول ما غيّر - في نفسيات البشر وعلاقاتهم. «عائشة» نفسها وقعت في حب سالم فأفقدها عذريتها لتظل رهينة ذلك الخوف - الذي يقدم وجهًا آخر لمجتمعاتنا - حتي جاءت لحظة الزواج من خالد.

-في رواية «عائشة» نقرأ عن الأنثي صانعة الأحداث وراوية الحكايات التي عادة ما تتخفي وراء الرجال.

-هنا نري وجه الأب وهو يكبر فتعلوه الشيخوخة بضعفها من ناحية وجبروتها من ناحية أخري. وفي الخلفية هناك «عائشة» وإخوتها الذين يكبرون بين أيدينا مع الوقت ومع الحكي.

- عاش «الناصر» طفولته في ألم واضطهاد، وشبابه في سجن وانحراف، وظل يبحث عن هويته التي سلبها منه تعليمه الفرنسيحتى وجدها في قلب النضال ضد المحتل، فانخرط في صفوف المدافعين عن استقلال الوطن.

- أضافت رواية «الناصر» إلى هذه الرباعية تنويعة عميقة على سؤال الهوية التي قد تختفي ثم تظهر

- في مرحلة أولى يجتمع الابطال الاربعة في رواية "عائشة" ربما لعديد نقاط الارتباط والتواصل فيما بينها ثم تنفرد فيما بعد كل شخصية بخصوصيتها في عمل روائي منفرد دون ان تتفكك الاحداث والوقائع لكل من اجزاء الرباعية.

- عائشة ولدت لاب انتقل حديثا من الفقر والضعف الى الغنى والسلطة بعد ارتباطه بالحكام التونسيين لكن تلك الحياة الناعمة الهادئة لم تلبث ان انقلبت رأسا على عقب حينما هاجم الاحتلال الفرنسي تونس فغير - فيما غير - في نفسيات البشر وعلاقاتهم.

- عادل ظهر أولا في رواية "عائشة" شخصا ينزع الى العزلة والتأمل. وبعد انضمامه في مرحلة أولى للحزب الدستوري لاعتقاده بان الحبيب بورقيبة ورفاقه يمثلون مستقبل الامة عاد في مرحلة لاحقة الى الهامش حتى جاء يوم 9 افريل 1938 فيتم القبض عليه في احدى صالات القمار في حين ان تهمته الحقيقية انه شوهد في احدى المظاهرات التي عمت البلاد يومها مطالبة ببرلمان تونسي فكان ما حدث ايذانا بالتغيير في تاريخ البلد كما كان تغييرا في حياة البطل.

- علي كان على موعد مع الاحداث الكبرى حتى يوم وفاته في احداث جانفي 1978 يوم قامت أكبر تحركات الطبقة العاملة التونسية وواجهتها السلطة بالقمع. تصلنا مسيرته ومجرياتها من خلال مذكراته التي يعثر عليها حفيده عبد اللطيف ليعيد صياغتها في شكلها الروائي وينقل للقارئ شهادة على قرن مشحون بالاحداث والصراعات .

- أما الناصر فقد عاش طفولته في ألم واضطهاد وشبابه في سجن وانحراف وظل يبحث عن هويته التي سلبها منه تعليمه الفرنسي حتى وجدها في قلب النضال ضد المحتل فانخرط في صفوف المدافعين عن استقلال الوطن.

- “كان الأحرى بالدمع أن يتناثر مفجرا معه هذا الألم ليتلاشى، ولكن الألم عندما يدفن في القلب بهذه الصورة هو كالميت يوضع في القبر فتتآكله الديدان، وتذهب بكيانه، فيصير هباء. الألم الساكن بالحي كالدودة الآكلة للميت كلاهما متلف لصاحبه”

- “غريب أمر هذه الدنيا كلما اشتدت بالانسان، وأذاقته مرارة العيش، وسقته من الذلة والمهانة ألوانا و ألوانا، وصبر على ذلك، وقدر على الصمود إلا وانتشلته في آخر الأمر، وبدلت عسره يسرا. الشرط الوحيد هو الصمود، والدوام والوقوف في وجه الكوارث من دون التردي في هوتها والاستسلام لها كذه الحنايا الماثلة على مر الدهر”

― البشير بن سلامة, عائشة .. رباعية العابرون