عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2019, 12:12 AM
المشاركة 21
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ابتسامة مُبكيـــَـــة !
الضحك الرخيص
ايمان الحايك

من المفترض أن تضحكنا، أن تسخر من هموم المجتمع وتخفف من وطأتها علينا... ولكنها ها هي تزيد على مشاكلنا مشاكل، وعلى عاهات مجتمعنا عاهات، وتثقل كاهل الرأي العام بتفاهتها وتطرفها وفي بعض الاحيان.. بغبائها!
انها "الكوميديا" او بالاحرى المهزلة التي نشهدها يوميا على شاشات التلفزة، ومواقع التواصل الاجتماعي، والاذاعات. تدخل الى منازلنا وتزرع افكارها البشعة في عقول شبابنا واطفالنا... وبدل ان تكون هي الدواء صارت الداء!
لقد حاولت جاهدة ان استثني برنامجا "كوميديا"، او صفحة "نكت" على الفيسبوك فما استطعت. لقد اردت ان اعطي امثلة عن الانحطاط الذي بلغناه ولكنني ما قدرت ان اختار الاسوأ ...

احقر النكت التي تصب في هذا المجال هي السخرية من التحرش الجنسي والاغتصاب. وكأن جعل مأساة ومعاناة الاف النساء مضحكة امر مقبول وطبيعي! فالرجل الثمل الذي يلاحق "ضحيته" مسمعا اياها كلاما خسيسا، مهددا اياها بأحقر الافعال صار في مفاهيم العرب نكتة!

واشد اشكال الرقي في برامجنا "المضحكة" هو العنصرية الملفتة! فالعمال الاجانب مدعاة للسخرية والاستهزاء، فالعربي على ما يبدو "الله خلقوا كسر القالب" وكل ما تبقى اقل مستوى منه!
والمرأة كالعادة الحلقة الاضعف، فالمشاهد والنكت المتحيزة ضدها لا تحصى: تعنيفها مضحك، اضهارها بصورة الخائنة ، او الغبية مضحك. الامرأة القبيحة التي تبحث بيأس عن زوج مضحكة ... حتى خلق الله "مسخرة" بنظرهم!
اخيرا وليس اخرا الحزازيات السياسية التي تخلقها بعض البرامج، علما ان بعضها يعالج مسائل السياسة بطريقة حيادية خفيفة الظل، ولكن لا يمكن غض النظر عن المتطرفين الذين يزيدون من حقن الشعب وتهييج مشاعره .
فيا اعزائي "النكتجية" هل فكرتم يوما بوطأة اعمالكم على المجتمع ، هل تخيلتم ما تنثرونه من مفاهيم خاطئة عن التحرش والمثلية مثلا؟ اما رأيتم النعرات التي تزيدون من حدها؟
يقال اضحكوا قبل ما يغلى الضحك وها اننا نرى الضحك في مجتمعنا اصبح اكثر من رخيص..

وحيدة كالقمر