عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2014, 10:43 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا لك استاذة مباركة على تفاعلك مع هذا الموضوع ..ولا شك ان رأيك مهم كونك جزائرية ومطلعه على الامور عن قرب...

ويظل السؤال الذي تطرحه ايضا القدس العربي في كلمتها الافتتاحية


هل سيرضى الجزائريون بهكذا ‘استقرار’؟ ام انه سيكون مقدمة لانفجار غضب شعبي، قد لا يعلم عواقبه الا الله ؟
بوتفليقة… الذي ‘الح عليه الشعب فترشح’

رأي القدس
March 31, 2014

يستعد الرئيس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (77 عاما) لتولي ‘عهدة رئاسية رابعة’ يفترض ان تدوم لخمس سنوات، بالرغم من حالته الصحية المثيرة للجدل، بعد انتخابات رئاسية محسومة نتائجها مسبقا، وهو ما جعل الحملة الانتخابية ‘باهتة’ حسب وصف بعض وكالات الانباء.
ومن جهته قال عمار سعداني الأمين العام لحزب ‘جبهة التحرير الوطني’، الحاكم في الجزائر امس الإثنين، إن بوتفليقة ‘لم يكن راغبًا في الترشح لانتخابات الرئاسة’، ولكنه استجاب فقط لدعوات الجزائريين عبر ربوع الوطن، الذين ‘ألحوا عليه كي يترشح’ وشدد على ان’بوتفليقة لا يبحث عن كرسي الرئاسة’.
ولم يوضح المسؤول الحزبي ‘طبيعة الالحاح’ الذي مارسه الشعب الجزائري على بوتفليقة، حيث ان العالم لم ير ‘مظاهرات مليونية’ او اعتصامات او تحركات جماهيرية ضخمة للضغط عليه.
بل ان البعض خارج الجزائر وربما داخلها ايضا، لا يكاد يشعر بوجود حملة انتخابية، رغم ان السباق الرئاسي دخل اسبوعه الثاني، وكان من المفترض ان يكون في اوج سخونته حاليا.
ومن الملفت ان الامين العام للحزب الحاكم قد تذكر ‘الشعب’ الان، رغم انه اتى على الجزائريين حين من الدهر قبل شهور قليلة، لم يعرفوا تماما ان كان رئيسهم مازال على قيد الحياة اصلا، او من الذي يحكم البلاد عمليا، او ان كان ينوي الترشح للرئاسة مجددا.
وبعيدا عن الكلمات الحادة كتلك التي استعملها الروائي الجزائري المقيم في فرنسا ياسمينة خضراء، اذ وصف ترشح بوتفليقة بانه ‘امر عبثي، وهروب انتحاري الى الامام’، يجب التوقف موضوعيا عند مفردات خطابه الانتخابي، ضمن اطار ‘الحالة الجزائرية’ بكل ما لها من خصوصية.
اولا: اكد بوتفليقة ان ‘حالته الصحية لا تمنعه من تولي عهدة رابعة’، الا انه لا يفسر للشعب قراره بايفاد مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال ليجوب البلاد بدلا منه لشرح برنامجه. ولم نسمع من منافسيه ‘المفترضين’ من يطالب بأن تقوم لجنة طبية محايدة بتوقيع الكشف عليه، ثم اعلان تقريرها على الشعب، الذي يفترض ان من حقه الاطلاع على حقيقة الحالة الصحية لرئيسه.
ثانيا: لا بد ان يكون ‘صندوق مساعدة المطلقات’ الذي اعلن بوتفليقة عن انشائه، مشروعا جيدا بل ممتازا، رغم انه لم يفسر لنا لماذا لم يفكر في انشاء صناديق مشابهة لمساعدة الارامل، والعانسات، والشباب العاطلين عن العمل، ومحدودي الدخل، وهم بالملايين في الجزائر.
لكن يبدو ان تعديل الدستور هو ‘حجر الزاوية’ في مشروع بوتفليقة ‘الاصلاحي’ هذه المرة. وحسب مدير حملته فان ‘مشروع تعديل الدستور سيوسع من صلاحيات ممثلي الشعب ويعزز من أدوات الرقابة على تسيير أموال الدولة’.
اما السؤال المنطقي الذي يفرضه هذا التعهد فهو اين كان هذا التعديل طوال الخمسة عشر عاما الماضية، ومن يتحمل مسؤولية تراجع ‘أدوات الرقابة على تسيير أموال الدولة’ (اي انتشار النهب والفساد)التي يعترف بها ضمنيا؟ ‘. وهل من علاقة بين هذا التشبث بالسلطة حتى اعتاب العالم الاخر، بمنع فتح ملفات فساد ضخمة، تشمل اسماء كبيرة في النخبة الحاكمة؟
ولماذا لا يتذكر الحكام الشموليون في هذا الجزء من العالم تعديل الدستور الا في ايامهم او شهورهم الاخيرة؟
اليس هذا ما فعله الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك فكان الدستور المعدل بين الاسباب التي عجلت برحيله، بعد ان تعهد بالبقاء ‘طالما ان في الصدر قلب ينبض’؟
ثالثا: احد الاسباب الرئيسية للترشح التي تروج لها حملة بوتفليقة، ان بقاءه في الحكم ضروري لمنع وصول الربيع العربي الى الجزائر، حيث ان ما عرفته البلاد من حرب اهلية اوقعت مائتي الف قتيل، مازال حاضرا في الاذهان، وبالتالي فان ‘الاستقرار يتطلب وجود بوتفليقة’ او هكذا يزعمون. ولا يسأل احد كيف يمكن رهن مصير بلد بحياة رجل سينتقل عاجلا ام اجلا الى جوار ربه؟ ام تراه سيواصل الحكم من داخل قبره؟
انه خطاب تقليدي يردده كل الحكام المستبدين، لتبرير التهرب من استحقاق التحول الديمقراطي السلمي الذي هو البديل الوحيد، لانتقال خشن للسلطة في حال حدوث فراغ مفاجئ في سدة الحكم، يتوقع ان يسارع جنرالات الجيش والمخابرات الى ملئه (على طريقتهم)، ليجد الجزائريون انفسهم على ابواب حقبة جديدة من ‘الاستقرار’، الذي يعني عمليا استمرار الاحتقان والفساد والقمع السياسي، والافقار لهذا البلد الغني، وغياب المجتمع المدني، وحرية التعبير والحد الادنى من حقوق الانسان.
فهل سيرضى الجزائريون بهكذا ‘استقرار’؟ ام انه سيكون مقدمة لانفجار غضب شعبي، قد لا يعلم عواقبه الا الله ؟