عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2013, 01:40 PM
المشاركة 971
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي شكلت الأفضليةوالروعة في رواية 22- الحراميوسف ادريس مصر
-كان كاتبنا غزيرالثقافة واسع الاطلاع بالشكل الذي يصعب معه عند تحديد مصادر ثقافته أن تقول إنهتأثر بأحد الروافد الثقافية بشكل أكبر من الآخر.. حيث اطلع على الأدب العالمي وخاصةالروسي وقرأ لبعض الكتاب الفرنسيين والإنجليز، كما كان له قراءاته في الأدب الآسيويوقرأ لبعض الكتاب الصينيين والكوريين واليابانيين، وإن كان مما سجله النقاد عليهأنه لم يحفل كثيرا بالتراث الأدبي العربي وإن كان قد اطلع على بعضمنه.
- هذا من ناحية أدبية وفنية وثقافيةعامة ساهمت في تشكيل وعيه العقلي والأدبي، ولعل ممارسته لمهنة الطب وما تنطوي عليههذه الممارسة من اطلاع على أحوال المرضى في أشد لحظات ضعفهم الإنساني، ومعايشتهلأجواء هذه المهنة الإنسانية ما أثر في وعيه الإنساني والوجداني بشكل كبير، مما جعلمنه إنسانا شديد الحساسية شديد القرب من الناس شديد القدرة على التعبير عنهم، حتىلتكاد تقول إنه يكتب من داخلهم وليس من داخل نفسه.
- تتجلى موهبته في مجموعته القصصية الثانية "جمهورية فرحات" عام1956، الأمر الذي دعا عميد الأدب العربي "طه حسين" لأن يقول: "أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثلما وجدت في كتابه الأول (أرخص ليالي) على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارملما يحدث فيها.."
- وهي ذات المجموعة التيوصفها أحد النقاد حينها بقوله: "إنها تجمع بين سماتديستوفسكيوسماتكافكامعا".
- لميتوقف إبداع الرجل عند حدود القصة القصيرة والتي صار علما عليها، حتى إنها تكادتعرف به وترتبط باسمه، لتمتد ثورته الإبداعية لعالمي الروايةوالمسرح.
-
- تمتع "يوسف إدريس" بسمات شخصية كانعلى رأسها الإقدام والجسارة والجرأة، ولم تختلف صفحات قصصه ورواياته كثيرا عن تلكالسمة المميزة لصفحة شخصيته، فاتسمت هي الأخرى بالجسارة.
-
- فهو من أصحاب الأقلامالحرة، على الرغم من أنه ظهر في مرحلة تجلّى القمع فيها في أسوأ صوره، من تكميملأفواه المبدعين، وسحق لآدميتهم، وتشريد الداعين للحرية بطردهم من وظائفهم، أوسجنهم، أو التنكيل بهم..

- إلا أنه بين كل هذه الألغام في طريق الكلمة الصادقة الحرةعمل دائما على أن يقول ما يريد وقتما يريد، وبعد أن فرح بالثورة وأخذ بجانب بدايتهكطبيب في القصر العيني –حينها- يهتم بكتابة إبداعاته القصصية حتى وصل لأن يكونمسئول القسم الأدبي بمجلة روزاليوسف، سرعان ما بدأ انتقاده لرجال الثورة وسياسة "عبد الناصر"، الأمر الذي أدى به عام 1954 إلى السجن، مما جعله يعتبر نفسه فيالنهاية لم ينل حريته التي تمكنه من قول كل شيء.. بل بعضا من كل شيء؛ فنراه يتكلمعن هذه الحرية المفقودة ويقول: "إن كل الحرية المتاحة في العالم العربي لا تكفيكاتباً واحداً لممارسة فعل كتابته بالجسارة التي يحلم بها".

- وعن هذه النفس الإنسانية المتوقدة داخل يوسف إدريس يقول د. جابرعصفور: "كان "يوسف إدريس" واعياًبالأسباب السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية التي تحول بين المبدعين وممارسةجسارتهم الإبداعية إلى المدى الذي يعصف بالمحرمات التي كادت تشمل كل شيء،والممنوعات التي يتسع مداها بالقدر الذي يتسع به مدى الاستبداد والتسلط مقروناًبالتعصب والتطرف على كل مستوى من المستويات. وأغلب الظن أن "يوسف إدريس" كان واعياًبمعنى من المعاني بالجذور القديمة والأصول الراسخة للقمع في تراثنا، تلك الجذوروالأصول التي أودت بحياة الكثيرين من المبدعين على امتدادالعصور".

- تميزت القصة عند "يوسف إدريس" بالواقعية، حيث أخذ يصور الحياة اليومية ولاسيما للمهمشين من طبقات المجتمع.

- كماأنه جنح إلى استخدام العامية في قصصه، وإلى استخدام لغة سهلة بسيطة، وكان يرى أنالفصحى لا يمكن أن تعبر عن توجهات الشعب وطموحاته.

- كما أن الحوار يعد ركنا هاما منأركان القصة عنده، ويمثل جزءا من التطور الدرامي للشخصيات، والتي غالبا ما كانت منالبسطاء الذين يصارعون من أجل الصمود أمام مشاق الحياة، ولعل في الظروف التي كانيعيشها الشعب المصري حينها، وضغط الفقر والحرمان من أبسط حقوقه الإنسانية ما يفسراتجاه كاتبنا نحو هذا النوع من الأبطال في قصصه ومن الأسلوب الذي اتخذه للتعبيرعنهم من خلال الحوار والذي جاء لتقريب ما يدور داخل شخصياته من تصعيد نفسي وتصعيدللأحداث.

- عمد "يوسف" إلى التكثيف والتركيزفي قصصه القصيرة حتى كان يقول عن تعمده هذا المنحى: "إن الهدف الذي أسعى إليه هو أنأكثف في خمس وأربعين كلمة.. أي في جملة واحدة تقريبا- الكمية القصوى الممكنة منالإحساس، باستخدام أقل عدد ممكن من الكلمات".

- وعليه فقد كان "يوسف إدريس" يعتبرالإيجاز في القصة القصيرة من أهم الخصائص الأسلوبية التي على الكاتب أن يناضل منأجل تحقيقها، وفي ذلك يقول: "فالقصة القصيرة أكثر الأشكال الأدبية إيجازا فعبارة "أهلا حمادة" تشبه القنبلة الذرية في صغرها وفعاليتها ومع ذلك فهذه القنبلة يمكنتصنيعها-فقط-على أيدي أناس ذوي موهبة"