عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2011, 11:11 PM
المشاركة 18
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



غروب أبدي


(ج 2)




ـ بطولات؟؟‏


ـ آه.. لقد هرمت الخيول


ـ حب؟؟‏


ـ وحيداً، من خلال نافذة صغير‏


يرنو إلى صحارى بلا مجنون (*)‏


وإلى ممرّ‏


مع ذكرى مضببة‏


من تبختر الساق النحيلة بالخلخال


ـ أمنيات؟؟‏


ـ خسرت نفسها في مؤامرة آلاف‏


الأبواب الظالمة


ـ موصدة؟؟‏


ـ نعم...، بامتداد، مغلقة... مغلقة


سوف تتعب


أنا أفكر ببيت‏


فيه أنفاس لبلاب مرتخية


مصابيحه مضاءة أبداً مثل ناي العين‏


مع راعيها


وبمفكر كسول، بدون ضوضاء‏


وبطفل مع ابتسامته اللانهائية‏


مثل دائرة تتسع على الماء


وبجسد مترع بالدم كعنقود عنب


أنا أفكر بالهجرة


وبهجمة الريح السوداء‏


وبالضياء المشكوك به الذي‏


يتجسس في الليالي من النافذة


وبقبر صغير‏


صغير مثل جسد الوليد


ـ العمل.. العمل؟؟‏


ـ نعم


لكن على تلك الطاولة الكبيرة‏


تسكن البغضاء الخفية التي‏


تمضغك بهدوء.. بهدوء‏


مثلك مثل الخشب والدفتر‏


وآلاف الأشياء التافهة الأخرى


ثم أخيراً ستغرق في فنجان شاي‏


كزورق في سورة الماء


وفي أعماق الأفق لن ترى شيئاً‏


سوى دخان السيجارة الغليظ‏


وخطوط مبهمة


ـ نجمة واحدة؟؟‏


ـ بل المئات.. المئات، ولكن


كلهن مركونات في تلك الزاوية‏


من الليل


ـ طائر واحد؟؟‏


ـ بل المئات.. المئات، ولكن‏


كلهن مع الغرور العابث


يخبطن بأجنحتهن


في الذكريات البعيدة‏


ـ أنا أفكر بصراخ في زقاق‏


ـ وأنا بفأر لا يؤذي‏


يعبر من الحائط، أحياناً


يجب أن نقول شيئاً‏


يجب أن نتكلم‏


في ساعة السحر‏


في لحظة ترتجف‏


فضاؤها ـ مثل الإحساس بالبلوغ ـ‏


يختلط، فجأة، مع شيء غامض


ـ أنا قلبي يريد أن أستسلم للطغيان


ـ أنا قلبي يريد أن أمطر من هذه الغيمة


ـ أنا قلبي يريدني أن أقول


لا، لا، لا، لا


ـ فلنذهب‏


يجب أن نقول شيئاً‏


ـ كأس، أم فراش، أم عزلة


أم حلم


ـ فلنذهب‏



__________


(*) مجنون: كذا وردت في النص، والمقصود هنا قيس، مجنون ليلى.


ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)