عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2016, 07:40 AM
المشاركة 61
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ومن أحسن ما قيل فيمن أشير عليه فلم يقبل قول سبيع لأهل اليمامة بعد إيقاع خالد بهم: يا بني حنيفة بعدا لكم كما بعدت عاد وثمود. أما والله لقد أنبأتكم بالأمر قبل وقوعه، كأني أسمع جرسه وأبصر غيبه، ولكنكم أبيتم النصيحة فاجتنيتم الندامة، وإني لما رأيتكم تتهمون النصيح وتسفهون الحليم، استشعرت منكم اليأس وخفت عليكم البلاء. والله ما منعكم الله التوبة، ولا أخذكم على غرة، ولقد أمهلكم حتى مل الواعظ، ووهن الموعوظ. وكنتم كأنما يعنى بما أتم فيه غيركم، فأصبحتم وفي أيديكم من تكذيبي التصديق. ومن نصيحتي الندامة، وأصبح في يدي من هلاككم البكاء، ومن ذلكم الجزع، وأصبح ما فات غير مردود، وما بقي غير مأمون.
وقال القطامي في هذا المعنى:
ومعصية الشفيق عليك مما ... تزيدك مرة منه استماعا
وخير الأمر ما استقبلت منه ... وليس بأن تتبعه اتباعا
كذاك وما رأيت الناس إلا ... إلى ما جر غاويهم سراعا
تراهم يغمزون من استركوا ... ويجتمبون من صدق المصاعا
وكان يقال: لا تستشر معلماً ولا حائكاً ولا راعي غنم ولا كثير القعود مع النساء.
وأنشد في المعلمين:
وكيف يرجى العقل والرأي عند من ... يروح إلى أنثى ويغدو إلى طفل
وكان يقال: لا تشاور صاحب حاجة يريد قضاءها.
وكان يقال: لا رأي لحاقن، ولا حازق، وهو الذي ضغطه الخف ولا لحاقب وهو الذي يحد رزا في بطنه.
وينشد في الرأي بعد فوته:
وعاجز الرأي مضياع لفرصته ... حتى إذا فات أمر عاتب القدرا
ومن قولنا في هذا المعنى:
فلئن سمعت نصيحتي وعصيتها ... ما كنت أول ناصح معصي
وقال حبيب في بني تغلب عند إيقاع مالك بن طوق بهم:
لم يألكم مالك صفحاً ومغفرةً ... ولو ينفخ قين الحي في فحم