الموضوع: المبعثر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2014, 07:04 PM
المشاركة 7
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لو بدأنا بالمكان وجدنا الكاتب يضع بطل النص في غرفة فندق ، وهذا يعني بالطبع في ثقافتنا عدم الاستقرار ، فكلمة الفندق تختلف عن البيت الذي يقصد به الارتباط الوجداني بالمكان و الأسرة و المجتمع ، و الفندق مكان للاستراحة المؤقتة ، فترة عطلة ، فترة نقاهة.... ، وهذا المكان يحيل على الوحدة والغربة والوحشة والتشظي في غياب الاستقرار الوجداني في جزئه المرتبط بالأسرة والمجتمع ، فالإنسان المعاصر يعاني من تراخي الروابط الأسرية والمجتمعية فيتعاظم إحساسه بالغربة و الوحشة ، حتى عندما جاء استعمال الجار في النص ، تم توظيفه بشكل سلبي ، قطة الجيران ، والقطة هنا يقصد بها الكاتب انتشار ثقافة الاستغلال بين أفراد المجتمع ، و تنامي العلاقة المصلحية ، إلى درجة الابتزاز والنصب والسرقة . فالجار هنا باستطاعته التسلل بطرقة أو بأخرى إلى منزلك أو مسكنك أوحياتك و أخذ بعض ما توافر لديك من وقت أو متاع وغيرها مع سبق الإصرار والترصد .
حتى لو قمنا بجولة عبر الأمكنة التي طافها المبعثر بعينه الوحيدة مع القطة لوجدناه قام بخطوة إلى الوراء بسبب الحنين فهو يتحدث عن الحارة و الدروب الضيقة التي يرتبط بها وجدانيا و يتحدث عن الأحياء الفقيرة ، ثم يقدم بعجالة حالة الوطن المكان الكبير ، من خلال نقاش بين شابين تحول إلى عراك واشتباك و تجمهر الناس ، و لم ينس الكتابات الحائطية التي تعبر عن حالة الفوضى العارمة في الوطن .

تحدث الكاتب عن الشوارع والبنايات العملاقة في إشارة إلى التناقض الحاصل في البلد ، أحياء تعيش على الحاجة وأخرى باذخة ، ثم دخل إلى قصر كرمز للسلطان كرمز للقوة ، لكن لم ينس أن يزرع فيه حديقة للحيوانات ، لكأن القطة جاءت بعينه إلى الأسد الهرم ، وهنا إيحاء على الإستبداد و زبانية الاستبداد . لأن القطة هنا كانت في مهمة إحضار العين للأسد.

يتبع