الموضوع: رجل الظل
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2013, 01:36 PM
المشاركة 23
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بداية تحية للأستاذ أيوب
وتحية لكل الأساتذة المتدخلين
وتحية إعجاب للكاتب المتألق مبارك الحمود على هذا النص الحي والذي سيظل حيا تتنازعه القراءات .
الظل في المجمل يشار به للشخصية فنقول شخصية مرحة خفيفة الظل ، للشخصية المزاجية ثقيل الظل ، كما يؤتى بالظل للتعبير عن رفقة وصداقة عميقة و طويلة العمر ، فنقول أينما حل يلازمه كالظل ، كما نسوق الظل للتعبير عن الأشباح ، هذه بعض توظيفات الظل ، أما هذا النص الذي يحكي عن رجل يشكو من رفقة ظل لايعبرعن حقيقته رغم أنه في أحلامه يأتيه ذلك الحصان الذي استعارمنه ظله حزينا من سخرية الناس كإحساس متبادل ، بل يتألم ويتوجع من تلك السياط الموجهة نحوه ، الكاتب أشار للأم التي كانت أيضا حاملة لظل غزالة وهنا يعالج الكاتب بسخرية فكرة اللعنة ، و الأرواح الشريرة ، لكن النص بعيد عن هذا الطرح في مجمله ، فالكاتب ركز على الأضواء و أمام الملأ والتجمعات ، فهو مع ذاته لا يحس بغرابة ذلك الظل ، لكن تبلغ ثورته أقصاها كلما توسط جمعا ، وهنا تعبير عن حمولة ما وخلفيات ما و علامات ما نكون حاملين لها تميزنا عن الأغيار و تثقل كاهلنا ، وتجعلنا غير قادرين على الاندماج ، وخاصة تكون عائقا لرغبتنا في النهوض ومعانقة مجد ما ، فكأن الكاتب يتحدث عن غربة ما يحس بها البطل في محيط يعيش فيه ، ويرى ميراثه " ثقافة ، سحنة ، قيم ، ...." عائقا لاندماجه ، هذا التميز السلبي عن المجتمع يجعله فريسة سخرية و خاصة أنه أصبح عقدة ترسخت منذ طفولته ، بل أكثر من ذلك فالأم عانت من نفس العقدة ، أضف إلى ذلك أن الأم غالبا ما يقصد بها الأرض ، فهل يمكن أن نقول أن الوطن الذي يسكنه بطل الكاتب يعاني مع محيطه عقدة عدم القدرة على الاندماج والإحساس بالغربة ، من الجميل أن تكون ظلال هذه الأسرة رموزا للجمال كالحصان والغزالة ، ورموزا للحركية و رموزا للأصالة ، والعراقة ، لكن من المؤسف حقا أن لا تكون تلك القيم مدعاة للفخر و سببا لرفع الحرج عنها وجعلها مسايرة للأزمنة والأمكنة .
الغريب أن الكاتب تخلص أخيرا من تلك العقدة التي تسكنه لكن بعد فوات الأوان بعد التوغل في سن اليأس كما وقع مع أمه وربما أن تلك الظلال ما خرجت إلا لتستوطن صغار قومه مادام هو خاصم الزواج والذرية إيمانا بالقولة الشهيرة ، هذا ما جناه علي أبي .... .


أستاذي الفاضل أيوب ، الأساتذة الكرام ، هذا رد سريع أولي للقراءة الأولى
ويمكن أن أعود إلى النص ، إن توفر الوقت
والسلام عليكم ورحمة الله