عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2012, 09:19 AM
المشاركة 733
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
93- طيور أيلول أميلي نصرالله لبنان
نبذة النيل والفرات:
"عندما يحلّ أيلول، تاسع أشهر السنة، تمر فوق قريتها أسرابٌ كثيرة من طيور كبيرة الحجم، قوية الجناحين، يعرفها السكان، بـ"طيور أيلول" ويتلفت الناس نحو الفضاء الموشّح ببواكير الغمام، يراقبون الطيور، وفي صدورهم غصّات انفعال. إن هذه الطيور المهاجر تسجّل نقطة جديدة في دائرة الزمن، ويذكرون أن فصل البرد أصبح على الأبواب. ويقف شيخ في منتصف الطريق يسند ثقله إلى عصا سنديان ويمسح شاربيه، ثم يرسل نظرات متسائلة نحو الطيور، تدغدغ حلماً عزيزاً. وتمسح امرأة يديها المبللّتين بالماء على جانبي ثوبها، وتنفض منديل الرأس لتعيد حزمه من جديد حول شعرها، وتشبع الطيور بنظرات الحنين... ويبقى الحبل موصولاً أياماً تراوح بين الثلاثة والعشرة، ويتناقل القرويون أنباء الطيور الراحلة، وتتلون أحاديثهم بلون جديد يحطم رتابة الحياة البطيئة. وتتابع القافلة سيرها صوب السهول الدافئة في الجنوب، إنها تهرب من أذى الصقيع في البلاد الشمالية... ويبقى طعم الهجر يتململ في أجواء القرية أياماً. إنه يعشش في الكوى، في شقوق السطوح الوطيئة، في المسام الصغيرة بين أوراق الزيتون والسنديان، في دموع تفلت من المآقي، في آهات حرّى تندفع من صدور الأمهات. وكأنما الطيور تشعر بالأشجان التي يثيرها عبورها، وتلقيها مع ظلالها فوق السطوح وبين الأزقة وتتابع رحلتها بصمت. الصمت الحزين، المرفرف في أجواء القرية، ينقل إليها، يعصر وجودها ويخضعها لرهبة السكون". في أيلولها حزن وفي طيورها شجن، تنقاد إليهما من خلال كلماتها وعباراتها التي وكأنها ترسم لوحات ألوانها هي محض أحاسيس ومشاعر تدفقت من لحظة ولع بقرية هي موئل الفؤاد. فعند أملي نصر الله نبع إبداع أدبي لا ينضب مصدره القرية وطبيعتها، وهو متجسد بأعمالها، إلا أنه يبلغ ذروته في روايتها "طيور أيلول". فهذه الرواية، إلى جانب روعة صورها الفنية، وإلى جانب ثراءها التعبيري والبلاغي والتصويري واللغوي، إلى جانب كل ذلك، فإن طيور أيلول تمثل في إحدى جوانبها دراسة اجتماعية لعادات وتقاليد أهل تلك القرية، وفي جانب آخر، هي تمسّ وببراعة عالم النفس الإنسانية بكل طموحاتها المؤجلة والمعجلة، وبكل أمانيها المقهورة والمبتورة، وبكل معاناتها التي وكما هي بقعة سوداء في حياة بطلة أملي، هي إلى ذلك بقعة ضوء أكسبت تلك الرواية سمة الواقعية، وأغنت عالم الرواية بالكثير من التجارب الإنسانية.
==
طيور أيلول – إميلي نصر الله

Posted bysalimallawzionسبتمبر 9, 2011

طيور أيلول، رواية لإميلي نصرالله، واحدة من الروايات التي اختارها اتحاد الكتاب العرب ضمن قائمة أفضل مئة رواية في تاريخ الأدب العربي.
إنها قصة الشباب بطموحه وآلامه، والشيخوخة برضاها واستسلامها.. الأرض تعيش وتتألم أيضاً كامرأة.. والبشر يرتطمون بقدرهم قبل أن يتشظوا بعيداً في قلب المغامرة.
رفضت الكاتبة في هذه الروايا جميع التقاليد والأعراف، نسفتها بنقدها لها، تكلمت عن أحلام الشباب، الخروج أبعد من القرية، حلم المدينة، الحب الذي تختاره البنت وليس أهلها، التقاليد والأعراف البالية التي تدخل مظلوميها قفص الحرمان والذل .. هي ثورة على التقاليد البائدة السائدة في تلك الحقبة، في العام 1962
من الرواية:

“عطيناهم قول!” ..
يا كمال!
أعطوهم القول عليّ. امي وابي واخوتي وسكان القرية جميعهم اعطوا القول لسليم.
قالو له: سوف تكون نجلا عروسة لك.
عبارة واحدة تصدر حكماً يدوم مدى الحياة، واقوم انا بتنفيذه.
انا، يا كمال، الفتاة التي اختارها قلبك من بين عرائس القرية.
هل كنت تعلم، وانت تدسّ كلماتك الشهية في سبيلي، ان هذه الكلمات ستتحول الى سمّ زعاف، وتقلب حياتي كلّها الى جحيم، وتضمّخها بعبير الموت؟
لقد استعجلت كلماتك وأدي.
في مساء هذا اليوم، يلتقون في دارنا، يسمرون في سهرة عارمة، يتلذذون باطايب الطعام والكلام.
ويسردون حكايات الماضي والمستقبل. ثم يقترب كبير الجماعة ويمسك بيدي، ويقودني الى ثغر الهاوية.
سأصرخ كثيراً في هذه الليلة يا كمال. سيتعالى صوتي، ويخبط جدران صدري، ويمزق اعصابي وقلبي، ولن اسمح لأحدهم بأن يسمعني.
حتى امي لن تسمع صوتي، امي التي حملتني احشاؤها تسعة اشهر، ونام قلبي في جوار قلبها، طوال تلك المدة.
لن تقوى امي على سماع صوتي لأن جدران الكلس بدأت ترتفع في أذنيها مذ شقّت صرخاتي صمت وجودها، مذ انفصلت عنها لأكون الجيل الآخر.
ولكن الرياح التي تمرّ فوق دارنا ستحمل اصداء صوتي الى البعيد، عبر الأيام المقبلة، يا كمال!
منذ الليلة أصبح خطيبة سليم، احمل خاتمة في اصبعي، اطوّق عنقي بطوق الحديد البارد القاسي.
كتب عنها المستشرق الهولندي ( يان بروخمن): إنها واحدة من أفضل الروايات التي كتبت باللغة العربية وتجمع المؤلفة فيها بين المقدرة الفنية الغنائية في التعبير وبين الوعي الاجتماعي.
كتب عنها ميخائيل نعيمة: معرض فني للقرية اللبنانية في شتى مظاهرها … إنه لكسب كبير للقصة في لبنان.
عن الكاتبة: إملي نصر الله هي أديبة لبنانية ولدت عام 6 يوليو 1931 في قرية الكفير جنوب لبنان نشرت عددا من الروايات والمجموعات القصصية للاطفال وحصلت على جوائز عديدة منها جائزة الشّاعر سعيد عقل في لبنان وجائزة مجلّة فيروز وجائزة جبران خليل جبران من رابطة التّراث العربيّ في أوستراليا وجائزة مؤسّسة العالميّة لكتب الأولاد على رواية “يوميّات هرّ”
تلقت تعليمها الجامعي في جامعة بيروت (حاليا أصبحت الجامعة الأمريكية في لبنان) وحصلت على شهادة الماجستير سنة 1958
عملت كروائية، صحفية، كاتبة مستقلة، معلمة، محاضرة، ناشطة في حقوقِ المرأة.
أول رواية لها نشرت عام 1962 (طيور أيلول) وحازت على 3 جوائز أدبيه (افضل رواية – جائزة AKL – جائزة أصدقاء الكتاب)، وترجمت العديد من رواياتها إلى الإنجليزية والفرنسية.