الموضوع: يربوع بدون ذيل
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
1675
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
12-30-2019, 02:11 PM
المشاركة 1
12-30-2019, 02:11 PM
المشاركة 1
افتراضي يربوع بدون ذيل
سبحت في خيالي مجدداً الى مكان لم تلمسه يد النسيان كان هذا المكان بعيدا قطعت من اجله طرق ومفازات لم تكن هذه هي مغامرتي الاولي بل سبقتها تجارب سابقة
وصلت الى هنالك ووقفت تحت ظل احد المنازل المتهالكة واخذت أتأمل بخشوع المشهد فجأة سمعت صوتا من بعيد يردد
أرحل ولا تسال
بدأ الخوف يستولي علي ففكرت في ان اعود ادراجي كعادتي لكن هذه المرة شعرت انه من الصعب علي فعل ذلك خاصة وان هنالك من يحرضني قائلا "اخطو الى الامام ولا تعود للوراء
لا جدوى من المراقبة من بعيد لا ينال الملذات الا الجسور "
بعد تردد دفعت قدمي واخذت اتجول في الازقة الضيقة فلمحت بابا لاحد المنازل مفتوح
أمام الباب تلكأت لعدة دقائق وفي النهاية عزمت امري ودخلت تسمرت في مكاني عندما سمعت صدى ضحكة يتبعه نداء فأخذت بشوق اتجول بعيني في جميع الجهات ابحث ودموع الفرح تفيض
فلم اجد سوى جمادات القوم نظرت في اعينهم واخذت بتحسسها واحدا تلو الاخر لعلي اجدها في تابوت احدهم وعندما فشلت جميع محاولاتي غادرت المنزل وأغلقت الباب خلفي وانا في طريق عودتي لمحت اناس مجتمعون حول نار - يرتفع منها دخان اخضر- يتبادلون الأحاديث والنكات
اقتربت منهم وبدون سلام او كلام جلست مبتعدا أنصت إلى حديثهم قال احدهم: انني تعيس الحظ لم يحصل ان قلت ولو مرة في حياتي عبارة من "حسن الحظ " ان الفرح بمجرد رؤيته لي يحلق ويرتقى بنشاط عنان السماء هذه هي الحقيقة ان حظي مثل حظ الجربوع الذي قابلته في احد الايام وانا ابحث عن بعيري الرابع الذي اهداه لي جدي - رغم علمي المسبق انني لن اجده ولكن لابد لي من فعل ذلك - وبينما كنت اصارع الكثبان اصعد كثيبا وانزل اخر،استرعى انتباهي يربوع يقفز عاليا بمحاذاتي برشاقة ويلتفت الي بين الحين والاخر فشعرت بشيء من الرهبة فتوقفت
الغريب في الامر ان ذلك الجربوع توقف مستندا على ذيله يفتل شواربه الطويلة
لم يدم انتظاره طويلا استأنف قفزه فأخذت اراقبه الا ان وصل الى تل مرتفع صعد التل وعندما اقترب من قمته انزلق وسقط على ظهره ،نهض وحاول لكن ايضا محاولته بات بالفشل ،وعاد مرة اخرى ،واخرى
اخيرا توقف عندما ايقن انه عاجز وان لا طائل من محاولته فقمت متثاقلا من مكاني واتجهت اليه وعندما اقتربت منه اخذ ينظر الي بعينيه الواسعتين فشعرت بخوفه وارتباكه فمددت بحذر يدي وحملته من ذيله وصعدت التل وبمجرد بلوغنا القمة ولامست قدميه الارض انطلق فأخذت اتبعه حتى اختفى بين عدد من الصخور طافية فوق رمال الصحراء
ثوان اذا بي اسمع صوت عراك يرافقه غبار يتصاعد بين تلك الصخور فساقني الفضول لمعرفة ما يحدث
غمرتني الدهشة عندما رأيت الجربوع في فم ثعلب عجوز وقد برزت أمارات الموت جلية عليه فقد ارتخى جسده، و أخذ في التصلب وتدلى ذيله .....
وبمجرد انتهائه التفت الي وقال هيا استل من جعبتك حكاية واسمعنا فقلت ليس لدي قصة او حكاية فانا "الجربوع"
فضحك وقال اهل بك في عالمنا !