عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
11764
 
م. يحيى خان
روائي سعـودي

م. يحيى خان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
40

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2008

الاقامة
الجبيل الصناعية - المنطقة الشرقية

رقم العضوية
5608
02-23-2011, 08:36 AM
المشاركة 1
02-23-2011, 08:36 AM
المشاركة 1
Smile كتاب (طفل سعودي في باريس) - يحيى خان
السلام عليكم أعزائي القراء

هل لديكم أطفال؟..


هل سافرتم مع الأطفال إلى خارج البلاد؟..


هل تعرضتم للعديد من المواقف المتباينة (فرح \ حزن) خلال السفر؟..




[url=http://www.rofof.com]نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[/url]



الكتاب عبارة عن يوميات رحلتي العائلية إلى باريس عام 2008م ، وطريقة السرد المستخدمة أقدم فيها فكرة جديدة ، أتمنى أن تحوز على إعجاب القراء ..



الكتاب تحت الطبع حالياً ، وسيصدر مع معرض الرياض للكتاب بعد أسبوع بإذن الله ، في ركن دار الكفاح للنشر والتوزيع ..

ويسعدني فتح هذه الساحة الجديدة من ساحات الحوار والنقاش معكم فيما يتعلق بالكتاب ، وانطباعاتكم عنه بعد الانتهاء من قراءته ، كي تعم الفائدة للجميع ..

كما أحب تقديم مقتطفات متفرقة من أحداث الكتاب ، وأنتظر انطباعاتكم عنها .. تفضلوا:
------------
"خيارات الطعام محدودة جداً إذاً!.. تنهدتُ في حسرة، يجب أن نأكل أي شيء، إن لم يكن لأجلي أنا وزوجتي، فلأجل (ياسر) و (أحمد) .. تقدمنا في القاعة حتى عثرنا على مقهىً صغير، تحمل لافـتته الكبيرة صوراً مختلفة للـ [دونات] والكعك والمعجنات، فانحرفنا نحوه، عازمين على احتلال المائدة الوحيدة الشاغرة، قبل أن يجلس إليها غيرنا و ... ولكن .. أين (أحمد)؟!.."


"سحبتُ (أحمد) من موقعه لأجلسه في حضني، وأقيد حركته تماماً بين ذراعي، فلا يمكن أن نثق بما سيفعله بعد هذا، ثم نزعتُ من يده سلاح الجريمة {العلبة الفارغة المنبعجه}، وألقيتُ بها في مكان ما دون تركيز .. أما زوجتي، فـقـد قدمـتْ المناديل الورقية لوالدة الطفل، مع قارورة مياه صغيرة، وهي تتمتم معتذرة: -"وي أر سوري!.. وي ريلي أبولوجايز .. سوري" {نحن آسفون، ونعتذر بشدة}"

"في اللحظة التالية، جذب (ياسر) انتباهنا إلى ما يفعله (أحمد)، حيث أنّ هذا الأخير رغب في إعطائنا نبضة خطرٍ جديدة، عندما بدأ في خلع ملابسه!.. لااا!، إنها عادةٌ تثير غيظ والدته بشدة، وقد بدأ في ممارستها مؤخراً لسبب لا نعرفه .. حسنٌ، هذه المرة أعتقد أنّ السبب واضح، فالمسكين لم يحتمل الاحتباس الحراري داخل جسده، خصوصاً مع مجهود التحرك المستمر وعدم الاستقـرار فوق المقعد!"

"الشرر يتطاير من عينيه لشدة غيظه وقهره، واللذان يتضاعفان بالتأكيد أمام ضحكاتي .. شهقتْ زوجتي في هلع، قبل أن تهتفَ بغيظ: -"كفى يا (أحمد)!.. كفى .. حرامٌ عليك ما تفعله بوالدك" .. أوه!، لا تظـنوا بأنّ الضربات غير موجعة، لكنني أتحملها لبعض الوقت، كي أترك الفرصة لهذا المسكين، بتفريغ شحنات الغضب والقهر من جسده، فمن الواضح أنني أغضبته فعلاً بنزع بطاقة تعليمات السلامة من يده، ولكن مع الأسف، ليس الأمر باختياري"

"ولم يمض وقت طويل حتى كان (أحمد) قد استجمع شجاعته بالكامل، ليمشي بحرية ذهاباً وإياباً في الممر، مصافحاً أفراد تلك العائلة الأجنبية كلما مرّ بجانبهم، ليتعالى صوت ضحكهم وتعليقاتهم التي لم أفهم منها حرفاً واحداً .. ترى هل يضحكون من المصافحة المتكررة التي يقوم بها (أحمد) معهم؟، أم من منظر بقعة الشوكولاتة التي تزين الجانب الخلفي من فخذه؟!.. ربما كان من الأفضل عدم الحصول على جواب!"

"استمر (أحمد) في مواصلة اللعب والقفز داخل بحر الكرات، ووالدته تقول لي في غيظ:-"لـقـد قفز (أحمد) بتهور فوق تلك الطفلة!" .. حاولتُ تلطيف الجو قليلاً فقلت مازحاً: -"ولابد بأنه قام بتثبيت الكتفين والعد حتى ثلاثة .. إنّ هـذا الشقي يتابع جولات المصارعة الحرة دون أن ندري!" .. حدجتني بنظرة غاضبة!"

"ويبدو أنها أدركت مدى إصراري على قراري، وأن لا جدوى من المجادلة حالياً، فدفعت العربة الخالية أمامها نحو المائدة المخصصة لنا، ثم اصطحبت (ياسر) إلى منطقة الطعام، في حين أسرعتُ أنا بالخروج من المطعم، حاملاً (أحمد) الذي واصل صراخه وبكاءه، غير عالم بأنني ذاهب به إلى حيث يحصل على ما يريد .. أما أنا فـقـد كنت أعلم حقـيقة واحدة .. هـذه البداية لليوم الأول لنا في (باريس) تشير إلى أنّ رحلتنا لن تكون سهلة أو مريحة .. أبداً!"

"تذكرتُ والديّ في تلك اللحظة، وكيف أنهما شعرا في الماضي بمثل ما أشعر به الآن من قلق، ودعوتُ الله في صمت أن يطيل عمرهما ويجزيهما خير الجزاء على تربيتنا و ...-"أهأ .. أهأ .. أهأ" .. (أحمد) بدأ في تحريك جسده للأمام والخلف، ومـدّ ذراعيه معلناً اعتراضه على حرمانه من المتعة التي يحصل عليها شقـيقه في تلك اللحظات .. -"لا بأس يا (أحمد) .. لا تهتم كثيراً بما يفعله (ياسر) .. أنظر .. ما هذا؟".. كنا قد بلغنا نهاية المنحدر في تلك اللحظة"

"ومع بلوغي منتصف المسافة، توقفـتُ عن دفع (أحمد)، واستندتُ إلى الجدار الصخري بجانبي، كإجراء احترازي لأمنع فـقـداني الوعي!.. أكره احاسيس العجز والضعف والخطر، وهي تجتمع ضدي في مثل هذه المواقف .. يا الله!، كم هو ضعيف الانسان أمام أمراض الجسد، ومحدودية إمكانياته!.. بالطبع حاولت معرفة السبب لما يحصل لي في أكثر من مستشفى في السابق، دون أن أحصل على الجواب الشافي، والتفسير المقـنع .. حتى أنّ أحد الأطـباء قرّر بأنّ ما أشعر به هو قلق نفسي ليس إلا!"

"اشترينا البطاطا المقلية وبعض قطع الدجاج المقلي [ناقيتس]، فأخذ الولدان يلتهمان ما وضعناه لهما بجوع واضح، أثناء مواصلتنا السير، حتى بلغنا منطقة الألعاب، والتي أصابتني شخصياً بشيء من الإحباط من تواضع إمكاناتها، فالمساحة الإجمالية التي تشغلها ليست كبيرة، وتنوع أفكارها محدود جداً!.. -"خشمب خشمب .. يا (ماما) .. خشمب .. إنها ألعاب سخيفة!"

"-لا يا (أحمد)!.. ماذا تفعل؟" .. صرخت زوجتي بذلك عندما شاهدنا (أحمد) يقف داخل الطائرة أثناء تحركها، ويتشبث بحافتها محاولاً الخروج منها على مايبدو!.. ودون أن أشعر، قفزتُ فوق الحاجز الصغير الذي يفصلني عن منطقة تحرك المركبات، وركضتُ بأقصى سرعة مسابقاً الوقت نحو (أحمد)، وقد تسارعت نبضات قلبي قلقاً عليه، فلو استمر الصبي في محاولة الخروج من الطائرة سيتعرض للأذى بالتأكيد"

"وخلال لحظات، أصبحنا على بعد خطوات قليلة من الحافلة و ... وانطلق الصوت المميز لضغط الهواء في المكابس، معلناً انغلاق أبواب الحافلة، فصرخ (ياسر): -"لااااا!.. انتظر أيها السائق!" .. امتزج صراخه بضجيج محرك الحافلة وهي تتحرك مبتعدة، لتختفي بسرعة عند أول منعطف و ... وخيم السكون على المكان!"
---------

في أمان الله أعزائي ..
يحيى خان