عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2011, 09:32 AM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ عبد الرحيم عيا

صباح الخير ،،

تقول " لكن فقط يجب على المتلقي أن يعرف ما يأخذ ، ما ينفعه وينفع البشرية ، لا أن يفتح الباب على مصراعيه ، ويتلقى الغث ، وينسى المفيد ، خاصة أمام قوة الاختراعات التكنولوجية في عالم الاتصال والتواصل، التي استطاعت أن تنفلت من كل رقابة".

- لكن ما هي المقاييس التي يمكن الركون اليها لمعرفة ما يؤخذ؟
الكنيسة مثلا، في القرون الوسطى، رفضت الفلسفة اليونانية وسيطرت على التعليم، وفرضت التفكير اللاهوتي فانحدرت اوروبا الى عصور من الظلمات، ولولا المسلمين الذين انكبوا على ترجمة الفلسفة اليونانية، ونقلها، واضافوا اليها ثم عودة اوروبا لتنهل من مخرجات عقول العلماء المسلمين أمثال ابن رشد لظلت اوروبا في ظلام دامس...وهذه وقائع تاريخية لا يختلف عليها اثنان.

وللاسف نجد بأن رفض تغليب مناهج التفكير العقلي التي اتى بها الفلاسفة المسلمون ادى الى نتيجة مشابهه لما قامت به الكنيسة فغرش الشرق هذه المرة في ظلمات.

تصوري ان التاريخ يقول لنا بأنه لا يجب ان يكون هناك اي نوع من الرقابة على الفكر والتفكير...فحتى العقل الجماعي للبشرية لا يعرف ما هو غث.

إن في اي دعوة للرقابة دعوة لتغليب توجه أو نمط فكري واحد او حتى نقلي واحد على بقية الاتجاهات وفي ذلك مخاطر لا يحمد عقباها...هذا هو درس التاريخ.

إن الانفتاح على الثقاقات الاخرى هو السبيل الوحيد للاستفادة من التراكمات الثقافية، ولنترك للعقل الجماعي للبشرية بأن يقوم على فرز ما هو غث، خاصة ان العقل غير قادر على الحكم المسبق مهما ارتقى في قدراته.