عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2018, 11:01 PM
المشاركة 153
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
في نفس اللحظة

قمت من النوم فزعا حين دوى صوت هاتفي وكسر سكون الليل. فإذا بأخي يهاتفني ليطلب يد العون. فقد توقفت سيارته في طريق بعيد عن الخدمات وهو في طريق عودته من محافظة بعيدة، ولا يعلم ما الذي حل بها.
قمت مسرعا وبدلت ثيابي ثم اتجهت الى حيث ينتظر اخي وقد أحضرت له عربة نقل السيارات لتسحب له سيارته الى المدينة. وبعد فحص مطول للسيارة تبين أن احدى قطعها معطلة.
طلعت الشمس فاتجه كل منا في طريقه بحثا عن قطعة بديلة. فسيارة أخي من خارج البلاد، ومن الصعب ايجاد قطع لها. مضت ساعات وساعات دون جدوى. فأصابني الإرهاق حين عاود أخي الاتصال كي يطلب مني تأجيل البحث الى وقت آخر فهو لم ينم منذ وقت طويل، وقد خارت قواه.
اتجهت الى منزلي مسرعا علي أحظى بقسط من الراحة. وصلت الى باب البناية فرأيت جارنا يركن سيارته الجديدة قرب تلك القديمة المعطلة، سيارته التي تشبه سيارة أخي تماما. أشار لي لأنتظره ثم جاءني يحيني بحفاوة فقد ساعدته سابقا في تعليم ولده، شكرني ودخل الى منزله.
لمعت فكرة في رأسي. وعدت الى أخي سريعا وأنا أحمل له القطعة المطلوبة. حللنا مشكلة سيارته وعدت الى بيتي لأرتاح. فتحت باب شقتي لأجد زوجتي تنظف زجاجا متناثرا على الأرض. دخلت بحذر وجلست على الأريكة وسألتها عن سبب تناثر الزجاج. نظرت إلي بتعجب وقالت: لا أعلم ما حصل. كنت أحضر غرفة الطعام لنتناول الغداء فإذا بخزانة النثريات تنهار بلا أي سبب. تساقط الزجاج أمام عيني وتناثر وكأنه رمال. لا أدري كيف حدث هذا.
-في أي ساعة حصل هذا؟
-ممممم أعتقد بعد الثانية ظهرا.
خرجت من المنزل مسرعا... لقد كان ذلك في نفس اللحظة. لا أدري كيف سولت لي نفسي فعل هذا... لكن الإنذار وصلني سريعا. ربما كانت سيارته قديمة وبالية لكن ما كان علي فعل ذلك. طرقت الباب بشدة ففتح لي جاري الحبيب. اعتذرت له عما فعلت وقصصت عليه ما حصل مع زوجتي. تبسم وقال: نحن جيران اعتبر تلك السيارة لك خذ منها ما شئت وقتما شئت.

http://viwright.com/6udX
مدونتي أضع فيها كتاباتي