الموضوع: غيابكْ .
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
5724
 
لتين محمد
من آل منابر ثقافية

لتين محمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Mar 2012

الاقامة

رقم العضوية
10945
03-03-2012, 07:39 AM
المشاركة 1
03-03-2012, 07:39 AM
المشاركة 1
افتراضي غيابكْ .



عزيزي الغائب ,

حين أشرقت شمس غيابك في 2 من مارس نما بقلبي وخزة أليمة , كُنت أبحث عنك بجزع في أوجه العابرين , بأصوات الكائنات , بأعين النبلاء , بالفلك الضائع خلف عيناك , وماوجدت بعد هذا إلا أنك غائباً عني ك المدارات , كالشموس , وماوجدتك إلا حضوراً قاصراً في مُهجة فؤادي , ذلك الفؤاد الذي عرف كيف يطبع حُبك في شتاته, ذاك الفؤاد الذي لم يضجر كونه ينتظرك وفي نبضه إثارة مُلتهف . كُنت قد كتبت إليك سابقاً قبل غيابك والشتات أنني مذعورة يتخطف الألم بصدري , مُحاطة بعطرك الذي ينعقد بأنفي , متورطة في ماءك الذي أطفو فيه , أتلاشى ك الحُلم في أطراف مراسيلك وحواشي كلامك , أحاول بيأس أن أكتب إليك جُملة واحدة مُتخمة بالحنين دون أن يتقييح جُرحي , أحاول أن أُقبل إليك بأعوامي التي تشيخ , أحاول أن أتسلق صرحك الممدود دون أن أجرح ساقي , لكنك كُنت صاحب الدار , خلفك ألف من الجواري وحولك سوراً من الجُند , لم تدعني الأقدار أن أصل إليك وُكنت أنا أصغر من أن أرتقي لك أو أن أسرق الطريق الذي يوصلني إليك , كُنت حصى واحدة تحت سقفك العالي , كُنت نبتة صغيرة أمام شجرتك العظيمة , كُنت قطرة دمع في نهرك الجاري , كُنت النسمة العابرة بجانب رياحك العاتية , كُنت الظفر الصغير مع أنيابك الشرسة , كُنت سطوة سريعة أمام بريقك الآخاذ .


عزيزي الطيب ؛

أنه يُحزنني بعد غيابك أنني مع هذه الجدران الهائلة التي بيننا أفسحت الطريق للوجع أن يستقر في صدري , أعتدت أن أقبض هذا الحُب داخلي , أن أكتمه في صوتي , أخنق حُنجرتي التي تصرخ بإسمك , أدهس أصابعي مخافة أن تطرق على بوابتك , أن أقتل هذا الجوع الذي هو في أشد الحاجة إليك ثم أبتلع كومة حجارة كي أصمت , أرتطم بأنفي التي أعتادت رائحتك ومن ثم أتنفس رائحة الفراغ , الغصة , الصرآخ , أن أضعني في موضع البُكاء ثم أبكي عنك بصمت , أن أطفىء بشجاعة النار المضرومة في صدري , ومن ثم أحصل في مقابل ذلك على الحروق في قلبي من الدرجة الأولى , وإتساخ على ملامحي بدخانك , وعضلة وحيدة مُتكسرة في الجهة التي بكتك طويلاً . هُنا ياعزيزي في المكان الذي أفترقنا فيه تفجرت شجرة صفراء ذابلة أسميتها / إرتباك , ذلك لأنها ولدت مع إرتباكي العظيم فيك , ولدت بعد أن حرر الله حُبي , هذه الشجرة الذابلة التي تعرف كيف تُقيم الحداد عليك ف أتت مُضطربة يابسة شاحبة ك أنا , أتت جذورها ك كذباتك سوداء , هذه الشجرة تشققت من تحت صخرة يتيمة ملساء ك أنا , هذه الشجرة أتخذت ملامحك صورة لها فكانت مُسرفة في حضورها , مضغت أغضان الأشجار من حولها , ووقفت هُناك وحدها تتربص بالرياح والسماء , غاضبة تستهجن الكون حولها وتُشرع لرحيل .


بعد غيابك أنطفت أنا ك الشمع وذاب فيني الحديث .