عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2016, 05:05 PM
المشاركة 11
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الحلقة الثانية ( يوم السبت ) الجزء الثاني .. ( الموظفون في الأرض )
خلع عازف نفسه من الأتوبيس بعد معاناه طويله رغم انه كان واقف على السلم لكن الناس تزاحمت على المكان اللي هو يا ولداه واقف فيه و ربنا رزقه بواحد تقريبا محسش الفارق بين أرضية الأوتوبيس و أقدام عازف و تقريبا نظرا لأنها كانت طرية شويه فالراجل اخد راحته جدا لدرجة انه فرم رجلين عازف . مش دي المشكله .. المشكله ان عازف و هو بيتخلع من الاتوبيس مقدرش يخلع رجله و نزل لكن كانت فردة من الحذاء مازالت داخل الأتوبيس تحت رجل الراجل .

و عشان عازف مكانش حاسس برجليه أساسا من اللي حصل مأخدش باله إلا لما لقي واحد غلبان من اللي ماشيين في الشارع بيبص له جامد و يقول له في نبرة حزينه جدا . يا ولداه يا ابني ليه كده ..
استغرب عازف جدا من الكلام و حس ان في شيء مش طبيعي فرد على الراجل : خير يا عم الحج مالك سلامتك .!!
فرد الرجل العجوز : الله يسلمك يا ابني ما انت كويس اهوه زي الناس العاقلين امال ليه كده يا ابني ... ليه ..
كادت الدموع أن تنفجر من عيون الراجل العجوز و هو بيكلم عازف .. فزاد استغراب عازف و حس ان في فعلا حاجة مش طبيعيه في الموضوع

فبدأ نظره يجري في كل مكان في محاوله مستميته لفهم الأمر . و فهم سبب الحزن و الأسى اللي على وش الراجل العجوز .
و هنا كانت المفاجأه المدوية ... بص عازف و اتبرق من اللي شافه و كاد انه يطب من طوله مغمن عليه ..
شاف ايه عازف بأه .............



اتفاجئ عازف ان الراجل بيعطيه شبشبه ( الشبشب في اللغة المصرية هو نعل مفتوح من الخلف ) و بيقول له يا ابني انت باين عليك محترم بس الدنيا منسياك اسمك البس ده في رجليك لأن فردة الجزمة بتاعتك دلوقتي زمانها تاهت في الزحمه .


زاد استغراب عازف من الموقف اللي مازال مبهم مثل ألغاز الفراعنه بالنسبه له لحد ما الراجل قال له امسك يا ابني متتكسفش انا بيتي هنا قريب هتصرف لكن انت باين انك جاي من مسافه بعيده و عايز تروح شغلك ..


زاد اندهاش عازف و هو مش فاهم ايه اللي بيتكلم عليه الراجل ده و رد على الراجل في لهجة متلخبطة من كل الآحاسيس المختلفه و قال له ما انا يا عم الحج لابس الجزمة في رجلي البس الشبشب ليييييييييييييييييييييييييييييييييييييه .

طبطب الراجل على كتف عازف و قال له بص كويس يا ابني ولا من كتر الناس مش شايف رجليك كويس انت لابس فردة واحده بس و التانيه تقريبا اتخلعت منك أو الله أعلم ممكن تكون نسيتها في البيت عندك .


في اللحظة دي حس عازف انه في ربع هدومه لما اتأكد فعلا من الموضوع ده و بهدوء و بدون اي كلمه اخد له جنب من الشارع عشان يعرف يقف و يشوف رجليه و يبدأ في لبس الشبشب اللي حن عليه بيه الراجل لما شافه


و بأدب ممزوج بالخجل و الخوف و حاجات كتير اوي مع بعض نظر عازف للرجل الطيب و مد ايده في جيبه عشان يعطيه تمن الشبشب لكن الراجل بكل روح طيبه رفض بشده و قال له يا ابني الناس لسه بخير ميغركش اللي احنا بنشوفه . انا عندي ابن زيك كده و الله لما بشوفه بيصعب عليا أوي . صمت عازف و هو يسمع لكلام الراجل اللي استفاض في الكلام بهدوء مطمئن جدا و قال له ابني عاطل و هو في عز شبابه و جواه حرب مع نفسه . دا يا ولداه كان عايز يسافر اي حته برا البلد يشوف فيها شغل طلبوا منه عشر تلاف جنيه و يكتب اقرار على نفسه انه مسافر بكل ارادته .


كادت الدموع أن تنفجر من عيون عازف و هو يودع الرجل الطيب و يتابعه حتى وصل لباب منزله تقريبا حتى يطمئن عازف عليه خاصه ان الرجل الطيب كان يمشي حافي القدمين لكن ارتدائه لجلباب فضفاض غطى الموقف و كان هذا من حظ عازف .


انزوى عازف في هدوء و ارتدى الشبشب و خلع ما كان يرتديه .. و هنا كانت المشكله الصعبه .
هيعمل ايه في الفردة التانيه .
اتسمر عازف لفتره مش طويله اوي و عشانه واد زكي شال الفردة التانيه و رماها في اقرب صندوق قمامه و نظرات الحسرة و الألم تعتصر قلبه لأنها لسه مكملتش في رجله سنه واحده بس و مازالت بحالتها فابريكا متضربش فيها ابرة خياطه واحده .


انتبه عازف إلى الوقت فجأة لما سمع راديو قريب يعلن عن الساعه الثامنه و النصف صباحا في اذاعتنا المحلية .


بدأ عازف يستجمع قوته و انطلق كالسهم بين المارة و الزحام يشق طريقه المجهول نحو شركته لأن الوقت أزف .
كانت المسافه طويله جدا و هو حاسس انه مش بيتحرك من مكانه لكن بعد عناء و حرب و جهاد رأى لافتة الشركة على مرمى البصر و كأن هذه اللحظة هي قبلة الحياة لعازف الذي نسى كل ما حدث له و بدأ في يومه كأن شيء لم يكن .


اخد عازف هدفه تجاه لافتة الشركة و زاد من سرعته قدر امكانه حتى وصل أخيرا إلى بابها المتين الحديدي العالي
فوقف يسترد انفاسه و يعدل من نفسه عشان يدخل الشركة ...





مشاهدينا الآعزاء ... انتظرونا بعد الفاصل . لحظات و نعود من جديد ..

ارجوكم متقلبوش عن القناة إلاهي يعمر بيتكم و يباركلكم يا رب

ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب