الموضوع: رقص الفلامنكو
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
3007
 
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي


ماجد جابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,699

+التقييم
0.77

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9742
05-25-2019, 04:05 AM
المشاركة 1
05-25-2019, 04:05 AM
المشاركة 1
افتراضي رقص الفلامنكو

ويدخل في نطاق دائرة وصف الشخصيات التفصيلي كما جاء في كتاب "سمير مسعود على دروب الأندلس" بقلم د. عبد المجيد جابر.
" مدى التأثير العربي في حديثنا، أوغلنا في أمور أخرى تمددت أبعادها حول الشعر والموسيقى والغناء، وفجأة تحدث "محمود" بنشوة عن حفل الفلامنكو الذي سنشاهده بعد قليل، في قلعة جبل فارُة، بيَّن أن ثمة اجتهادات كثيرة تشير إلى أن كلمة "فلامنكو" ذات جذور عربية، وأن "بلاس أنفانتي" يعتبر أن أصلها مأخوذ من "فلاح منغو"،وهو تعبير يُستخدم للتعريف بالفلاحين المورسكيين الذين فروا إلى الجبال هرباً من ظلم محاكم التفتيش.
قيض لهم أن يلتقوا على سفوح الجبال، مع الغجر المعروفين بإتقانهم الرقص والغناء، امتزجوا بهم وشكلوا معاً فناً جديداً مزيجاً من الإرث الغجري والعربي الأندلسي، ضمن تركيب ساحر بما فيه من إيقاعات ومقامات، تنساب فيه مشاعرهم في تلقائية حزينة تعبر عن مأساتهم الإنسانية وصرختهم ضد الظلم والقهر، تظهر ببحة أصوات الغناء العالية والمتقطعة، وتكرار لازمة "أوليه" ألتي تسمع باستمرار أثناء الرقص، وأصلها عربي تُعني يا الله، وهذا ما يردد العرب في الزمن الراهن للتعبير عن انفعالهم عند سماع الأغاني والموسيقى ومشاهدة عروض الرقص الشرقي.
أسمعني عن فن الفلامنكو ما لم أسمعه من قبل، أكَّد لي على تأثر عزفه وغنائه بالموسيقى العربية، وبين أيضاً أن آلة القيثارة" الجيتار" ذات أصول عربية حملها العرب معهم إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، ثم تطورت مع الزمن وأخذت شكلها الحالي، وأصبحت آلة أساسية في موسيقى الفلامنكو؛ لنقل أحاسيس وانفعالات العازف والمغني إلى المستمعين....بعد فترة من الوقت غادرنا المطعم واتجهنا إلى شارع القصبة في ملقا، وسُرعان ما صعدنا إلى قلعة فارًه، ثم وصلنا صالة تستدرج النظر وتمنح مسرة لا توصف، جلسنا في الأماكن المخصصة لنا حسب الأرقام المسجلة على بطاقات الدخول.. كانت الصالة مكتظة بالسياح، وبعد فترة قصيرة ابتدأ العرض في وقته المحدد.
قدمت عدة لوحات راقصة، من غرناطة وبرشلونة وقرطبة، لا تعتمد فقط على الأداء الحركي العنيف للأرجل والأيدي بحركات إيقاعية سريعة تتسم بالتصعيد الدائم، بل على التعبير عن المشاعر الإنسانية بأحلى وبأجلِّ معانيها، بطابع يتأرجح فيه الحب والسعادة والحزن والحنين والغضب بصور شعرية بليغة، ممتزجة بأصوات الموسيقى والغناء.
تميز أداء الراقصين بخفة الحركة وبضرب الأقدام بقوة على إيقاعات موسيقية ساحرة، وتصفيق بصوت عالٍ متسق مع الموسيقى، ولفت نظري ارتداء النساء أثواب طويلة فضفاضة بألوان ساحرة وغالبا بلون أحمر، تدور الواحدة منهن بكعب عالٍ متمايلة نحو اليسار واليمين، وهي تمسك بيديها أطراف ثوبها، وتارة أخرى تدور وهي تصفق بيديها، أو تضعهما على خصرها، أو فوق رأسها، مع تحريك للجسد بتعبيرات إيحائية تتسق مع الإيقاعات والأنغام الصوتية.
استمر الرقص بتألق فني وتعبيري، واندماج في مشاعر روحية سامية تسري في أعماق الراقصين، توقظ أحاسيسهم وتزيدهم سرعة ورقصا وامتزاجا مع نغمات الجيتار، في حركات إيقاعية سريعة ووصلات متتابعة، ترتفع معها طبقات صوت المغني إلى أعلى ما لديه.
انتهى العرض وخرجنا من المسرح، مضينا معاً إلى الفندق في وقت كانت تبدو فيه السماء صافية، تتناثر على اتساعها أشرطة من النجوم. (ص 99-100)
ولقد جسّد السارد ووظف اللون والحركة والصوت؛ ليضفي على الوصف الحيوية وتجسيد التصوير وينقل المتلقي ليشاهد المنظر بنفسه:
ومما يدل على اللون: ألوان ساحرة، اللون الأحمر.
ومن الحركات وتوظيف الألفاظ الدالة على الحركة: حملها، نقل ،غادرنا ، اتجهنا، صعدنا، جلسنا، الأداء الحركي، حركات إيقاعية، الراقصين، الحركة، ضرب، فروا، تصفيق، تدور، متمايلة، تمسك، تدور، تصفق، تضع، توقظ، تتناثر، فر،ّ هربا.

ينظر ص 66-68