عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2011, 12:16 AM
المشاركة 35
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


لنؤمن ببداية فصل البرد


(ج 2)




من هذه التي تُملي ساعتها الأبدية


بمنطق الرياضيات ذي التفرقة والتفريق


من هذه التي لا تعتبر صياح الديكة


بداية قلب النهار


إنما بدء رائحة الإفطار


من هذه المتوجة بالعشق


المتفسخة بين فساتين العرائس؟


لم تسطع الشمس، إذن، في آن واحد


على قُطبي اليأس


لقد فرغتَ من نداء البلاط الأزرق


ولكثر ما مفعمة به أنا


تراهم يصلون على صوتي


جثث سعيدة


جثث ضجرة


جثث صامتة متأصلة


جثث لطيفة، أنيقة، حسنة المأكل


في محطات الأوقات المقررة


في المدار القلق للأنوار المؤقتة


وشهوة شراء فواكه العبث الفاسدة


آه يا للأناس القلقين من الحوادث في التقاطعات


وهذا صوت صافرات الوقوف


في اللحظة التي يجب، يجب، يجب


رجلٌ يدهس تحت عجلات الزمن


رجلٌ يدهس تحت عجلات الزمن


رجل، كان يمر من جنب الأشجار المبتلة


من أين آتية أنا؟


قلتُ لأمي: لقد انتهى

قلتُ: يحدث دوماً قبيل أن تفكري


علينا أن نرسل التعازي للصحف


سلاماً يا غربة العزلة


أسلمُكَ الغرفة


لان السحب الداكنة

هي دائماً رسلُ آيات الطهارة الطرية


وفي استشهاد شمعةٍ


ثمة سرّ منوّرٍ

تعرفه جيداً أطول وآخر شعلة


لنؤمن!


لنؤمن ببداية فصل البرد


لنؤمن بخرائب بساتين التخيّل


بالمناجل المقلوبة العاطلة


وبالبذور الحبيسة


انظر، يا له من ثلج يهطل


الحقيقة ربما، تلك اليدان اللتان دفنتا


تحت الهطول المتواصل للثلج


وفي سنة قادمة أخرى


حين يضطجع الربيع مع السماء

وراء النافذة سيفوران في جسدها


ستخضوضر النافورات الخضر

للسيقان الرشيقة


يا صاحبي.. يا صاحبي الأوحد


لنؤمن ببداية فصل البرد





________


مقطع من قصيدة مطولة بنفس العنوان. المصدر كزينه إشعار فروغ فرخزاد مختارات من قصائد فروغ فرخزاد انتشارات مرواريد ـ طهران 1996.



ترجمة : محمد الأمين




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)