(العمدة ) والتوت .
محمد نديم علي
مذ كنت صبيا ...كنت أحاور شجر التوت .
وأمنى النفس بأن القادم أحلى.
كان (العمدة) ،،، مبتهجا بهتاف عبيد الأرض .
سنكون بلا فخر أسياد القمح وتجار التوت.
باعوا كل صكوك الأحلام ... وصبوها في عبه.
صفقت ... ورسمت شموسا ... وورودا ... وعروسا تأكل معي التوت .
ورحت أمني النفس بأن مواسم خير لن تخطيء قريتنا أبدا.
ف ( العمدة ) يعلم كل الأسرار .
أما نحن ، فعبيد الأرض ...ما فك الواحد فينا خطا ..
أو قرأ تفاسيرا ..أو حتى رتل بعضا من أغنية التوت.
هرش ( العمدة) رأسه ...
سب جميع زبانية الشر .. ومن سبقوه على الكرسي.
وأهتز سعيدا مبتهجا بهتاف عبيد الأرض.
ذات صباح ... عم صراخ في قريتنا
قيل بأن (العمدة) فريليل بالمحصول.
والناس نيام لم ينتبهوا.
فركضت وحيدا نحو الأفق ..
فإذا الأفق بلا أشجار ...والأرض بلا طين ...
والقمح بلا قمح أو سنبلة تحضن خوفي .
جاء الآخر .. يهرش رأسه .
سب جميع زبانية الشر ومن سبقوه .
ما عاد هناك هتاف.
أو شغف بالتوت.
ومازال ( العمدة ) ، هذا الآخر ، يهرش رأسه.
والناس نيام.