عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
24301
 
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي


ماجد جابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,699

+التقييم
0.77

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9742
07-21-2011, 10:55 AM
المشاركة 1
07-21-2011, 10:55 AM
المشاركة 1
افتراضي تحليل شخوص مسرحية الملك لير .
بقلم : أ ماجد جابر و أ. ريم بدر الدين .

لقد عمل الكاتب شكسبير على التأكيد على انتصار الشر بمقتل الملك وابنته ، وهذه هي النهاية التي اعتمدها في تراجيدياته ؛ كي تفعل فعلتها وتأثيرها في نفس المتلقي .‏ ويعتبرها البعض أكثر المسرحيات الفاجعات جفاء ، أمثال الناقد البريطاني ادوارد بوند ،ويرى أن هذا تعبير عن العنف والإجرام في المجتمعات الغربية يستحق الإدانة ، ويحذر من استفحاله. وهي إحدى روائع الشاعر الكبير وليم شكسبير، وهى من المسرحيات التي تعتبر حلم أى فنان فى تجسيدها إخراجياً أو تمثيلاً ، فهى بحق من الكلاسيكيات التى تعبر عن قضايا مختلفة لا تموت مع الزمن ، فهي موضوع يصلح لكل زمان ومكان .
هناك اثنتا عشرة شخصية رئيسية ، ست منها خيّرة وعادلة ، وست منها شريرة وظالمة ، هذا التقسيم منطقي وتجريدي كما في المسرحيات الأخلاقية القديمة ، غير أن الملك لير مسرحية أخلاقية ، حيث يتحطّم الجميع في النهاية ، الفضلاء مع الرذلاء ، الظالمون مع المظلومين ، المعذبّون مع المعذبّين ، والتشريح يستمر حتى يخلو المسرح بالمرّة.

الملك لير :
أظهر شكسبير الملك على أنه إنسان لديه الشهوة لأن يكون محط إعجاب الآخرين حتى عند ابنتيه ، فهو يرفض الحقيقة ، لأن الإنسان بطبيعته يتهرب من الحقيقة المؤلمة ؛ لذلك حرم ابنته الصغرى من ميراثها عندما أخبرته بأنها ستحبه ؛ لأنه والدها ، وتحب زوجها ، بينما كافأ ابنتيه اللتين خدعتاه بالكلمات المعسولة وضللتاه بحبهما الزائف والتملق الخادع ، لذلك وقع ضحية الطمع الذي كان يعشش في صدري صهريه، ويخطئ من يحكم على المظاهر وينخدع ، وأنه عمل على تجزئة الملك وتفتيته ، فهو ينظر إلى مملكته على أنّها إقطاعية خاضعة لأملاكه، وما جرى قصر نظر منه ، وكانت نهاية الملك لير أنّه قد تمكن من الهرب من رقابة فرسان قلعة دوفر , ومن همِّ الأختين وانطلق يغدو في الحقول المجاورة وهو في حالة جنون مؤسفة وذعر ، كان يغنى بأعلى صوته أغاني لا معنى لها ، يسير كالمجنون، ويضع على رأسه تاجا من القش ، وفي النهاية يموت كسيفا طريدا ذليلا مريضا والبرد يقض مضاجعه والهمّ يفتك بأوصاله.
.
ريغان زوجة الدوق كورو وجونريال زوجة الدوق الباني ( ابنتا الملك لير الوسطى والكبرى ) :
لقد عالج الكاتب شكسبير التناقضات الإنسانية بعيوبها كلها ، من خلال ابنتي الملك لير ، اللتين تآمرتا على خلع الملك ؛ليأخذ الصهران دورهما في الملك ، و الابنة الكبرى جونريل تتفنن في تعذيب والدها وتسلبه كل ما كان يحرسه من فرسان، وعندما عزم الملك الرحيل من عندها إلى أختها الوسطى ترسل رسالة إلى أختها ، تطلب منها ألا تستقبل أباها ومعه كل هؤلاء الفرسان ، تتآمر الأختان على إذلال الملك ، الذي يخرج في البرد القارص والفقر المدقع ذليلا إلى الجبال،
ولم يكتفِ الكاتب بهذه الصورة البشعة للنفس الإنسانية الجشعة، بل أظهر الفتاتين على أنهما خائنتان لزوجيهما ، فكل واحدة كانت تخون زوجها مع قائد الجيش ادموند ، فهو متزوج من ريغان سراً ، وله علاقة مع الأخت الكبرى،وتقول الدكتورة جانيت ديلون ( أستاذة الأدب الإنكليزي في جامعتي اكسفورد وريدنغ ) ما يلي : (( يقيم ادموند علاقات جنسية مع كلتا الأختين ، وهي نقيض رابطة الزواج ، ولكنها ترينا أيضا زيف الولاء الظاهري من الأخت لأختها ،هذا الولاء الذي ينهك بخفة من أجل ادموند ، الى الحد الذي نجد غونريل عنده تدس السم لأختها ريغن )) ، شكسبير والإنسان المستوحد ، ص 180 ,وعدها تنتحر . ،،وبالتالي هاتان الفتاتان لم تكونا على ولاء تام لزوجيهما ، بل على العكس كانتا تعملان على إشباع نزوتيهما مع رجل آخر ، وربما هذا كان تلميحاً من شكسبير على أن الظروف هي التي جعلت الفتاتين تخونان زوجيهما عندما زوجهما الملك من رجلين مقربين منه ومكروهين بالنسبة للفتاتين .

الملكة كورد يليا ( الابنة الصغرى للملك لير ) :
إنها الوحيدة المخلصة في حبها له ؛ لأنها لم تكن تطمع بالمال والملك ، وتبرز الجانب الإنساني في الفتاة الصغيرة التي أثبتت أنها مخلصة في حبها لأبيها وزوجها معاً ، والدليل على ذلك موتها في سبيل حرية أبيها ، وأنّها فقدت قوة المنطق لإقناع والدها بمبتغاها.
لكنها ودودة لوالدها ،عندما سمعت بمعاناته من قبل أختيها ، و أقنعت زوجها ملك فرنسا بإرسال جيش لإنقاذ أبيها، ولكن الجيش الفرنسي يخسر ، وتقع هي وأبوها في قبضة قائد الجيش الانكليزي « ادوموند » وبعد هذه الأحداث يظهر الباني زوجة الابنة الكبرى ويكشف بأن ادموند يخونه مع زوجته ، بالإضافة إلى أن ادموند متزوج من ريغان سراً ، وهو متآمر فيخرج من بين الجموع أخو ادموند من أبيه فيقتل ادموند ، وقبل أن يموت يعترف أنه أمر حراسه أن يقتلوا الملك لير وابنته الصغيرى ، ثم يكشف لنا الكاتب بشاعة النفس الإنسانية في شخصية الابنة الكبرى التي تخون زوجها وكيف انها تتآمر على قتله ، ثم ينكشف الأمر بأن الأختين تتنافسان على الفوز بقلب ادموند ، فتكون النهاية بأ ن تدس جونريال السم لأختها ريغان فتموت ثم تنتحر جونريال .‏

ايرل :
يمثل النبيل المخلص لسيده ومبادئه
بعد أن هدأت العاصفة اصطحب النبيل المخلص ايرل كنت الملك لير إلى قلعة دوفر ، وطلب من بعض الفرسان الذين مازالوا مخلصين للملك ويحتفظون بولائهم له أن يقوموا برعاية الملك بدلا منه ؛ لأنه سيقوم برحلة قصيرة وكان هدفه من ذلك انقاظ الملك، ويمثل النبيل الذي يقف مع الحق ، فيصبح خادما بالسر للملك ودون علمه؛ للمحافظة عليه ، ويقتل من أجل ذلك في نهاية الأمر.


دوق برجاندى :
يمثل النبيل الذي يركض لتحقيق مآربه ومصالحه الشخصية، ويبحث عن الجاه، يلبس ثوب النبل وهو من النبل براءة. ، فكان عازما على الزواج من ابنة الملك الصغرى ، غير أنّه يعدل عن رأيه عندما تُحرم الصغرى من الميراث .
ملك فرنسا :
يمثل النبل والأخلاق ، فهو يتزوج ممن كان يحبها الابنة الصغرى ، فلم يتخلّ عن حلمه حتى بعد أن حرمت الصغرى من الميراث ، وهو وفيّ لزوجته ، فعندما طلبت منه الانتصار لوالدها ، هبّ وقتل دفاعا عن مبدئه ، فينهزم جيشه ويخسر ملكه وزوجته في المعركة..

الدوق كورو وجونريال والدوق الباني :
نبيلان يمثلان نموذج الطمع والجشع ، وهذا النموذج لا يفهم العواطف، ولا المشاعر الإنسانية ، ولا القيم النبيلة ، ولا يمتزج معها ، فهو وإيّاها في خصام دائم ، يظهر السمو والنبل والكرامة وهو منها بريء ، هذا النموذج لم يستطع فهم عواطف المرأة وأحاسيسها ومشاعرها الرقيقة ، وهي ألصق الناس به ، أعمته عن ذلك نوازع النفس البشرية المغرمة بالجاه والتقرب من الحاكم والمنصب وحب الظهور ، بأيِّ ثمن كان حتّى على حساب الشرف والعرض ؛ لذلك سعت امرأتا الدوق كورو وجونريال والدوق الباني للبحث عن حضن دافئ حنون، بحثا عن الأمان في غمرة الحياة الضبابية ، فوجدتا ضالتها عند قائد الجيش ، الذي تزوج الوسطى سرّ ا ، ومارس الرذيلة مع الكبرى .