الموضوع: أنين النخيل .. !
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2017, 09:03 PM
المشاركة 38
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


13 - عرس الدم :

ترتجف الأرض تحت قدميها ...
يضطرب قلبها و تلهث بسرعة ..
تضع خرقة سوداء على ما تبقى من شعرها ..
و تهرع للخروج من دارها التي تتحطم عليها ..
لون السماء أحمر كالدم المتدفق ...
تتساقط عليها الحجارة حارقة كالجمر ...
تحاول أن تزيلها عن جسدها النحيل ..
لكنها لا تستطيع ..
كالعالق في كابوس أسود ..
و لا يقدر له فكا ...
يهمهم و يختنق ..
و لا يستطيع الحركة قط ...
ثم استيقظت !
لقد كان حلما ؟؟
واقعيا جدا لدرجة إحساسها بالاختناق و العجز ..

- اللهم اجعله خيرا .. مسحت وجهها بيدها المرتجفة و هي تتنفس كغارقة عادت للحياة مرة أخرى ..
تسمع صيحات من بعيد ..
و زعاريد و أصوات موسيقى غريبة ..
يالهذا الصباح الغريب !
يهرول الحارس نحوها و هو يقول : تعالي يا أم الحسن ..

و يحملها كطفلة بين ذراعيه و يصعد البرج العظيم و هو يقول :
مهما شرحت لك لن تصدقيني يا أم حسن .. انظري بعينك !

ضيقت عينها و ازدادت أخاديد وجهها غورا و هي تحاول أن تفهم ما الذي يحدث في القرية .. هذه حسناء معروفة بثيابها المزركشة و شعرها الأحمر و رائحة القرفة التي في الجو ..
- هاذي حسناء يا أحمق !
- من الذي يمشي معها انظري جيدا يا أم حسن !
- يا الله ! كأنني أعرف الشاب إنه ....
- نعم .. أنه المبروك يا عجوز ..
- أنزلني .. أريد أن أحادثه ..
طفق بها راجعا و حملها على ظهره حتى وصل لحسناء ..

وقفت بعصاها أمامهما و هي تقول :
- أهذا أنت يا بني ؟؟ سيف ؟؟
- أنا المبروك يا آسن ..
نظرت إليه بخوف بدائي هامسة :
-و كيف .. أقصد ..
قاطعها - بعلياء متكبرة - قائلا : أنا حاكم هاذي الأرض ..
و شد حسناء نحوه باسما : و هاذي زوجتي الحورية الجميلة
- لا يا بني .. انتبه لي و انتبه منها ..
- لا تكدريني يا عجوز النحس و إليك عني أريد أن أذهب إلى الشيخ ..
- أنه أبوك يا سيف ..
- أبي ؟ لم أكن بيده سوى أداه لتأكيد الحكم .. و سوف آخذ حقي بيدي ..
- على جثتي !
- لقد طلبت هذا يا آسن .
التمع السيف مع شعاع الشمس و أعمت الدماء وجوه الحاضرين ..
~ يتبع ~





عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..