عفواً فإني قد خلعتُ تطرُّفي=ولبستُ زهدي في الهوى وتقشُّفي!
لا تنكري قولي ، فلي عذرٌ ! ، وقد=آن الأوان لكي أحدد موقفي
سأقولها وأقولها وأقولها :=إني اكتفيتُ بما منحتُكِ ، فاكتفي
يكفي بربكِ ، فالمحبةُ لعبةٌ=مكشوفةُ الأوراقِ ، فلتتوقفي!
هي وجهةٌ تاهت على طرقاتها=قدمي ، تفتشُ عن رضاكِ وتقتفي!
فدخلتُ جامعة المحبة دارساً=وعرفتُ بالإخلاصِ ما لم تعرفي!
وأتيتُ أحمل من وفائي بُرْدَةً=ملفوفةً ، مدسوسةً في معطفي!
حتى إذا ما جئتِ ألقيتُ التي=في جعبتي ، وأقول هاكِ تلقَّفي!
فلعلني ألقاكِ في حُلل الرضا=توفين دَيْني . ما الهوى إن لم تفي؟!
فتغادرين ، ولا أراكِ ، فيصطلي=قلبي بنار فراقكِ المُتَعَسِّفِ!
وأقول : يا ألله لو علمتْ بما=في داخلي بالبعد من شوقٍ خفي!
والآن من هذا الوفاء يلوكني=وجعٌ يترجمه لسانُ تأسُفي!
أسفي على قلبي الذي أرهقتُه=بالغولِ ، بالعنقاءِ والخلِّ الوفي!
حامد أبوطلعة
19/9/1432