عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2010, 11:01 PM
المشاركة 42
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي
سلمى وعلي وأبو خالد, شخصيات محورية لأحداث متعاقبة ومتحولة غير ثابتة.

هذا المثلث الدرامي - إن صح التعبير - دارت في فلكه جميع الأحداث وكانت قرية "الأصيل " نقطة

الجذب فيه..

فمن هذه القرية النابتة في امتداد الصحراء ولدت الحكاية دون أن يكون لها نهاية ..

وقد استطاعت الكاتبة أن تحدد الإطار المكاني بكل دقة وتؤثثه بسيرة ذاتية للشخوص الفاعلة في القصة..

لتضعنا أمام شاشة كبيرة من الأحداث المتتالية والمتسارعة, فقدمت لنا بطاقة تعريف لعائلتي سلمى و

علي لتمرّ سريعا على مجريات الطفولة ومرض ابن عمها الذي مكنها من أن تكون قريبة منه وتتوطد

العلاقة بينهما وتكون أكثر حميمية .. وكأني بالكاتبة قد استعدت جيدا لمجريات هذه القصة الطويلة بوضع

نقطة انطلاق تكون القناة الرئيسية لتتفرع منه جميع الأحداث القادمة ..

البداية كانت رتيبة بعض الشيء بما اعتراها من سرد يجعل من المشاهد تمر صامتة.

لكن الكاتبة تداركت الأمر بأن دخلت بنا مباشرة إلى لب الحدث وحصرت هذا الامتداد في شخصية سلمى

وما سينبثق منها وعنها ..

هي قصة حب احتضنتها قرية الأصيل ودغدغت قلب سلمى ..

وعلي؟

كان عنصرا سالبا في هذا الجزء فلم تفصح الكاتبة عن حقيقة مشاعره ..

فهل كان متعمدا ؟ أم أنه قصور عن استنباط مكامن الطرف الذكوري ؟

لقد أبدعت "سارة الودعاني " في العزف على أوتار الشوق من خلال عواطف سلمى , بل أني وجدتها

تهمس لنا ببوح هادىء وعذب ..

ومن خلال ما هاجت به نفسها في وحدتها بعد سفر علي .. ظننا أن الهجر سيكون سيد الحدث , بعد أن

انقطع الوصال وساحت الأماني مع غروب شمس الأصيل ..

نعم .

لقد استطاعت الكاتبة اقناعنا أن كل ما كان يربط بين الحبيبين قد سقط في جرف هار ..

لكنها فنّدت النظريات السابقة مما أتت به القصص الرومانسية وجمعت من جديد بينهما ..

وليتها لم تفعل ..

لقد فتحت بابا جديدا من الآلام ..

الكاتبة المميزة : سارة الودعاني

سأكتفي عند هذا الحد على أمل العودة غدا

حتى لا تكون مداخلتي طويلة ومملة ..

وإلى ذاك الحين أستودعك الله